تعرّض إيران نفسها لانتقادات حادة بسبب رعايتها اليوم الاثنين، "مؤتمراً دولياً" يناقش "من دون أفكار مسبقة" مدى حقيقة وحجم محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية أو ال "هولوكوست". ويتوقع أن يشارك اكثر من ستين"باحثاً وجامعياً"من ثلاثين دولة في هذا المؤتمر الذي تنظمه طهران اليوم وغداً. وبرر نائب وزير الخارجية الإيرانية منوشهر محمدي الثلثاء عقد هذا المؤتمر بعدم وجود أي رد على الأسئلة التي طرحها عن هذه المحرقة الرئيس محمود احمدي نجاد الذي لا تعترف بلاده بإسرائيل. وقال محمدي:"سأل احمدي نجاد ما إذا كانت الهولوكوست حدثت أم لا. وإذا كانت قد حدثت بالفعل فلماذا يمنع الجامعيون من إجراء أبحاث عن هذا الموضوع ولماذا يلقى بالمشككين فيها في السجون؟". وشكك الرئيس الإيراني الذي اعتبر أن النظام الإسرائيلي يجب أن"يشطب من الخريطة"، في مدى حجم المحرقة واعتبر أن اليهود والأوروبيين استخدموا هذه"الخرافة"لإقامة دولة إسرائيل. وقد أثار الإعلان عن عقد هذا المؤتمر ردود فعل عنيفة في العديد من الدول. ونددت برلين ب"أي محاولة ماضياً أو مستقبلاً، من الذين يسعون إلى إعطاء منبر لمن يقلل من شأن المحرقة أو يشكك في وقوعها". ووصفت واشنطن ب"المبادرة المشينة"هذا الاجتماع"الذي يراد منه إعلاء شان الذين ينفون حقيقة المحرقة". وأكدت برازيليا"إدانتها الشديدة"فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أن"كل محاولة لإثارة الشك في حقيقة هذا العمل الرهيب الذي لا يمكن إنكاره يجب أن تلقى معارضة حازمة من أي شخص حسن النية أياً كان دينه". وأكد محمدي أن المؤتمر"سيوفر من دون أي أفكار مسبقة الإطار اللازم للباحثين من الجانبين لعرض وجهات نظرهم في حرية تامة". وأوضح أن المؤتمر سيتناول محاور عدة منها"معاداة السامية والنازية والصهيونية"و"النازية والصهيونية: تعاون أم تعامل"و"غرف الغاز، نفي أم تأكيد"و"القوانين التي تعاقب المشككين". وسبق أن أثارت إيران موجة استنكار بإطلاقها في شباط فبراير الماضي، من خلال صحيفة إيرانية ودار للكاريكاتور، مسابقة دولية لرسوم عن المحرقة. ورفضت السلطات كشف أسماء المدعوين الأجانب للمؤتمر، مؤكدة انهم قد يتعرضون بذلك لمصادرة جوازات سفرهم في بلادهم. ويرى معظم مؤرخي الرايخ الثالث أن نحو ستة ملايين يهودي أبيدوا في المحرقة. ويعاقب على إنكار المذابح التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية بالسجن في العديد من الدول الأوروبية. وفي شباط فبراير الماضي، أصدرت محكمة نمسوية على المؤرخ البريطاني"المشكك"ديفيد ارفينغ حكماً بالسجن ثلاث سنوات بعدما دافع عن الفكرة القائلة بوجود مبالغة كبيرة جداً في أرقام ضحايا المحرقة.