أعلن رئيس البرلمان الانتقالي الصومالي شريف حسن شيخ عدن، أمس الجمعة، انه سيتوجه الأحد الى مقديشو في محاولة لإنقاذ المفاوضات مع الإسلاميين الصوماليين وتفادي اندلاع حرب بينهم وبين القوات الحكومية، وانه يقوم بخطوته هذه من دون التشاور مع الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف ورئيس الحكومة علي محمد جدي. وقال عدن في مؤتمر صحافي في نيروبي:"أشعر بأني ملزم كرئيس للبرلمان الصومالي أن اتخذ الاجراءات الضرورية لانقاذ الحوار الداخلي الصومالي". وقال انه ينوي ترؤس وفد برلماني الى مقديشو"بهدف لقاء قادة اتحاد المحاكم الإسلامية والتوصل الى تعاونهم بهدف تجنب حرب وحمام دم في الصومال". وسُئل عن السبب في عدم تشاوره مع الرئيس والحكومة قبل توجهه إلى مقديشو، فأجاب بأنه ذاهب في مهمة سلام لا يمكن أن يعارضها أحد. وقال عدن الذي يُنظر إليه بوصفه الأقرب إلى الإسلاميين في الإدارة الانتقالية في بيداوة، إن فشل المرحلة الثالثة من المفاوضات الداخلية الصومالية في الخرطوم الأربعاء"أثار مخاوف خطيرة في البرلمان وفي صفوف الشعب الصومالي وكذلك لدى المجموعة الدولية". واعتبر انه"بغياب جهد ملح ومركّز من المؤسسات الفيديرالية الانتقالية والمحاكم الإسلامية ... هناك خطر الوصول الى فشل تام في الحوار الداخلي الصومالي". وحذّر من انه في هذه الحال ستكون هناك مخاطر باندلاع نزاع مسلح بين قوات الحكومة الصومالية وقوات المحاكم الإسلامية"مما سيقود حتماً الى حمام دم وحرب أهلية". ووصلت مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الإسلامية التي تسيطر على جنوبالصومال ووسطه الى طريق مسدود الأربعاء في الخرطوم وأُرجئت إلى اشعار آخر. وعلمت"الحياة"ان نواباً صوماليين مهدوا لزيارة عدن الأحد الى مقديشو. وفي مقديشو، ذكرت وكالة"رويترز"أن الإسلاميين قاموا باختبارات على صواريخ وأجروا استعدادات للحرب مع الحكومة، مشيرة إلى أن المقاتلين من كلا الجانبين صاروا في مواجهة مع بعضهم البعض الآن على بعد 30 كيلومتراً فقط من الموقع الوحيد الخاضع للإدارة الانتقالية في بيداوة. ويقول الإسلاميون إنهم يواجهون أيضاً الآلاف من القوات الإثيوبية التي غزت البلاد لدعم القوات الحكومية. وقال مسؤول اسلامي بارز ل"الحياة"ان الصواريخ التي أجروا التجربة عليها هي صواريخ أرض - جو"قادرة على إسقاط الطائرات الاثيوبية". وقال قائد إسلامي بارز يدعى معلم هاشي أحمد ل"رويترز"هاتفياً إن"المسؤولية علينا لبدء القتال. سنكون من يبادر بالضرب". وأضاف:"إذا سلب أحد قميصك فعليك أن تسترده. هذا ما نعتزم ان نفعله... غزتنا إثيوبيا ومن ثم فإن مسؤوليتنا أن نطردهم من بلادنا. نعتزم تنفيذ هذا الالتزام في أسرع وقت ممكن". وقال سكان في بور حقابا، وهي بلدة استراتيجية على التلال قرب الحدود، ان مئات من المقاتلين الإسلاميين الإضافيين انتشروا ليلاً وأطلقوا نيران أسلحة ثقيلة أمس. وقال أحد السكان المحليين ويدعى يوسف حسن:"أجرت القوات الإسلامية اختبارات على صواريخ هذا الصباح. كان شيئاً مرعباً حقاً". وتظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص أمس في جنوبالصومال احتجاجا على احتمال وجود قوات اثيوبية في بلادهم. وخاطب الشيخ محمد عمر مرسال زعيم الحركة الاسلامية في منطقة جوبا السفلى جنوب الحشد الذي تجمع في مدينة جيليب حوالي 340 كلم جنوب العاصمة مقديشو:"لن نتحمل بعد اليوم أن تستعمر اثيوبيا بلدنا والمعركة متواصلة حتى انتصار المحاكم الاسلامية ودين الله". وأضاف مرسال الذي نقل شهود أقواله هاتفياً الى وكالة"فرانس برس":"نحن مستعدون لمحاربتك يا اثيوبيا". وتجاوب المتظاهرون مع هذه الدعوة وهتفوا"الله اكبر". وحذرت السفارتان الأميركيتان في كينياواثيوبيا المجاورتين مواطنيهما من أن الدولتين قد تستهدفان في هجمات انتحارية من قبل"عناصر متطرفة"من الصومال. وقالت السفارتان في بيان الخميس ان"هذه التهديدات تشير بشكل خاص الى تنفيذ تفجيرات انتحارية في معالم بارزة داخل كينياواثيوبيا".