قال شهود إن مئات الجنود الاثيوبيين وصلوا لحماية مقر الحكومة الانتقالية الصومالية في بيداوة، في وقت حشدت"المحاكم الإسلامية"القوية قواتها قرب البلدة الإقليمية، مما دفع السكان إلى الفرار وأثار مخاوف من اندلاع حرب في المنطقة. وجاء ذلك في وقت التحق نواب صوماليون منشقون بالإسلاميين، أمس، متهمين اثيوبيا بالتحضير لمهاجمة الصومال وقالوا انهم مستعدون للجهاد للدفاع عن بلدهم. وصدر موقفهم ردا على مناشدة ملس زيناوي، رئيس الوزراء الاثيوبي، برلمان بلاده تأييد خططه لقتال الإسلاميين الصوماليين الذين قال انهم يُشكّلون"خطراً واضحاً وداهماً"بعد إعلانهم الجهاد ضد أديس أبابا. لكن زيناوي لم يعلن الحرب على الإسلاميين الصوماليين ولم يوضح ماهية خططه. ويقول خبراء أمنيون إن اثيوبيا تحشد قواتها وتستعد لحرب ضد الإسلاميين الذين يسيطرون على معظم جنوبالصومال. وقال عمر هاشي عدن وهو نائب صومالي كان يتكلم أمس باسم 61 نائباً انشقوا إلى معقل الإسلاميين في مقديشو منذ تشرين الأول اكتوبر الماضي:"إنهم الإثيوبيين ينوون مهاجمة الصومال. هذه ليست المرة الأولى التي يعترف بها ملس زيناوي بذلك. حُلم زيناوي تقسيم الصومال". وتابع:"علينا كصوماليين الدفاع عن أنفسنا. ستكون حرباً طويلة". وقال زعيم الإسلاميين الصوماليين الشيخ شريف شيخ أحمد للصحافيين ليل الخميس انه يعتبر تصريحات زيناوي"إعلان حرب". واتهم واشنطن باعطاء موافقتها على تحركات اثيوبيا، وقال:"الظاهر ان زيناوي يحصل على ضوء أخضر من أميركا. من دون موافقة أميركا لا يمكنه أن يقاتل في الصومال". وحض الصوماليين على"الجهاد"ضد اثيوبيا. وقال مواطنون إن أكثر من 130 شاحنة نقلت مئات العسكريين الاثيوبيين إلى بيداوة، وهي البلدة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة الحكومة الصومالية. وأوضح نوناي صلاح:"أوقفوا شاحناتهم حول البلدة ... إنهم يحفرون خنادق". ويُخشى من اندلاع معارك بين الحكومة الانتقالية المدعومة من الغرب والأمم المتحدة التي لا تسيطر سوى على جزء صغير من الصومال، وبين مجلس المحاكم الإسلامية الذي بات يسيطر على معظم جنوبالصومال. وعلى رغم التوتر الشديد، فإن التنقل خلال فصل الأمطار بالغ الصعوبة في الصومال، الأمر الذي يدفع إلى استبعاد حصول قتال عنيف الآن. لكن، على رغم ذلك، فإن المواطنين في بور حقابا 60 كلم شرق بيداوة بدأوا إخلاء بلدتهم والفرار. وقال محمود أحمد وهو أب لستة أبناء:"نرى تحركات عسكرية قوية من الجانبين ... لا نعتبر انه يمكننا أن نواصل العيش بسلام في مدينتنا". وقال الشيخ ساحل خيري القائد العسكري للإسلاميين في مودي مودي 20 كلم عن بيداوة ان قواته مستعدة لصد أي هجوم تشنه اثيوبيا. وأضاف:"مستعدون أن نضحي بأرواحنا لحماية ديننا، شعبنا وبلدنا من الغزاة". وذكر بيان نُشر على موقع"القادسية"التابع ل"المحاكم الإسلامية"باللغة الصومالية، الجمعة، انه ستكون هناك"حرب عالمية ثالثة"بين المسيحيين والمسلمين وان العالم الإسلامي سيهزم"أعداء الإسلام". على صعيد آخر، ذكرت السلطات المحلية أن تسعة أشخاص بينهم خمسة أطفال قُتلوا ليل الخميس - الجمعة في فيضانات في جنوبالصومال الذي يتعرض منذ ثلاثة اسابيع الى امطار غزيرة. وبذلك يرتفع الى 89 عدد ضحايا الفيضانات في الصومال، وأدت الفيضانات ايضاً الى مقتل ثمانين شخصا في اثيوبيا و37 شخصاً في كينيا المجاورة. وقال المسؤول عن الأمن في"المحاكم الإسلامية"في المنطقة ابراهيم نور عثمان:"قتل خمسة أطفال اثناء نومهم بعدما جرفت أمطار غزيرة منازلهم"قرب مدينة جوهر على بعد تسعين كيلومتراً شمال مقديشو. ولجأ عشرات الناجين الى جذوع الأشجار خوفاً من التماسيح التي قتلت 13 على الأقل من الضحايا ال89، بحسب ما افاد سكان.