صعد مبعوث الولاياتالمتحدة في دارفور الضغط على الأممالمتحدة والدول الاعضاء قائلا ان رد فعل العالم للازمة في غرب السودان "ضعيف". ولم ينشر سوى 9000جندي من بين قوة مختلطة للسلام للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي قوامها 26ألفا في اقليم دارفور الذي يعصف به الصراع في غرب السودان. وتلقي حكومات غربية المسؤولية في بطء نشر القوات على الخرطوم قائلة انها ماطلت في الموافقة على القوة المختلطة ووضعت عراقيل لا ضرورة لها. كما يشكو مسؤولو حفظ السلام التابعون للمنظمة الدولية من نقص في الطائرات المروحية لنقل القوات في شتى انحاء دارفور وهو اقليم شاسع تقارب مساحته من مساحة فرنسا. ويقول بعض الدبلوماسيين ان لا الولاياتالمتحدة ولا روسيا مارستا ضغوطا كافية على الصين حتى تستخدم نفوذها لدى الخرطوم لتتوقف عن تعطيل عملية نشر القوات. وأوضح ريتشارد وليامسون المبعوث الرئاسي الأمريكي لدارفور ان صبر واشنطن بدأ ينفد. واضافة الى الضغط على السودان يهيل الضغط على الأممالمتحدة والدول المساهمة بقوات لنشر مزيد من الجنود في أقرب وقت ممكن سواء توفرت طائرات الهليكوبتر او لم تتوفر. وقال وليامسون لرويترز "رد فعل المجتمع الدولي للابادة الجماعية الجارية ببطء في دارفور كان ضعيفا والسبب هو هذا النوع من المبررات". ولم تعرض واشنطن تقديم قوات او طائرات هليكوبتر لكن وليامسون اشار الى ان الولاياتالمتحدة تعهدت بتقديم نحو 500مليون دولار لجهود اقرار السلام في دارفور. وذكر أيضا ان الأممالمتحدة لم تنفق سوى نحو ربع ما خصصته لمهمة دارفور وهو 1.3مليار دولار. وأضاف "هذا مبلغ كبير يمكن ان ينفقوه لاحداث فرق". ويقول وليامسون انه لو لم تصل هذه القوات الى دارفور بحلول يونيو فلن يكون هذا بسبب نقص العتاد بل بسبب نقص الارادة. وأضاف "السبب في عدم نشر هذه القوات ليس طائرات الهليكوبتر.. هذا ابتعاد (عن السبب الحقيقي)". لكنه في الوقت نفسه أقر بأن طائرات الهليكوبتر تشكل مشكلة مثلها مثل تأخر الخرطوم في الموافقة على القوات والعراقيل الاخرى. وصرح بأنه يعطي أولوية لنشر القوات على الارض في اسرع وقت ممكن لتخفيف معاناة سكان دارفور. وصرحت ماري اوكابي المتحدثة باسم الامين العام للأمم المتحدة للصحفيين بأن المنظمة الدولية ترحب بالالتزام الأمريكي لكنها قالت ان جنود القوة المختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور يجب ان يكونوا مسلحين تسلحيا جيدا ومدربين بقدر كاف قبل نشرهم في دارفور. وقالت ان نقص طائرات الهليكوبتر هو من "الثغرات الحرجة" التي يجب سدها بشكل ملح. وأبلغ مندوب السودان لدى الأممالمتحدة عبدالمحمود عبدالحليم رويترز ان وليامسون زار الخرطوم مؤخرا والتقى بكبار المسؤولين في البلاد وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وخلال هذه الاجتماعات أثار وليامسون مخاوف واشنطن من تباطؤ الخرطوم في العملية لكن عبدالحليم نفى ذلك وقال ان بلاده تتعاون بشكل كامل مع قوة السلام ومع مجلس الامن التابع للأمم المتحدة.