دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى تغيير الاستراتيجية في العراق في اطار"استراتيجية شاملة في الشرق الاوسط"، محذراً ايران بوجوب التوقف عن مساعدة المتمردين في العراق وبلدان اخرى، فيما استبعد الرئيس جورج بوش بعد لقائه"لجنة دراسة العراق"برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون وضع برنامج زمني لسحب القوات الاميركية من هذا البلد على رغم الضغوط المتزايدة عليه من اجل تغيير سياسي. وتجنب بلير، في الصيغة النهائية من خطابه مساء الاثنين، ذكر دمشق ووجه تحذيراً شديد اللهجة الى طهران، علماً بأن مصدراً في رئاسة الحكومة البريطانية افاد ان بلير سيدعو في كلمته الى اشراك سورية وايران في الجهود لإحلال السلام في العراق والشرق الاوسط. وقال بلير في كلمة ان الارهاب"بدّل طبيعة الحرب في العراق"، معتبرا انه"بما ان الوضع يتطور في العراق، على استراتيجيتنا ان تتطور ايضا لتواكبه". لكنه شدد على ضرورة ان يتخطى هذا التطور العراق. وقال ان"الرد على الوضع في العراق يكمن في القسم الاكبر منه خارج هذا البلد، في المنطقة برمتها حيث تنشط القوى ذاتها، حيث تمتد جذور الارهاب الشامل وينمو التطرف". ورأى ان اعادة تقويم السياسة في العراق، التي شجع عليها تغيير المعطيات السياسية في الولاياتالمتحدة مع فوز الديموقراطيين الكاسح في الانتخابات التشريعية، يجب ان تندرج ضمن"استراتيجية شاملة في الشرق الاوسط". وقال في اشارة مفاجئة وملفتة ان الاولوية ليست لسورية وايران. وكانت تكهنات سرت في عطلة نهاية الاسبوع الماضي حول امكان ان يطلب بلير في كلمته من هذين البلدين التزاماً اكبر في احلال الاستقرار في العراق والشرق الاوسط. وقال المتحدث باسم بلير ان"في وسع ايران وسورية ان تلعبا دورا بناء اكثر"في الشرق الاوسط. غير ان رئيس الوزراء تحدث عن"سوء فهم جوهري"لنواياه. وقال"اولا هذان البلدان لا تجمع بينهما مصالح متشابهة. وفي الحالين، لا ينبغي ان نبدأ من هذه النقطة". واضاف"على العكس علينا ان نبدأ باسرائيل وفلسطين، هذا هو لب المشكلة. وعلينا بعد ذلك ان نحقق تقدماً في لبنان". واشار الى الغموض الذي تتعمد ايران الابقاء عليه في ما يتعلق ببرنامجها النووي ودعمها ل"حزب الله"اللبناني وللارهاب في العراق ول"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الاراضي الفلسطينية، موجها تحذيراً الى طهران. واكد ان قيام"شراكة جديدة ما زال ممكنا"اذا قامت ايران"بخيار استراتيجي واضح وهو مساعدة عملية السلام في الشرق الاوسط والتوقف عن دعم الارهاب في لبنانوالعراق واحترام واجباتها الدولية"والا"ستواجه العواقب"وهي"عزلها". واكد رئيس الوزراء البريطاني مجدداً التطابق في وجهات النظر بينه وبين البيت البيض الذي استبعد الاثنين اجراء محادثات مباشرة مع ايران بما في ذلك بشأن العراق طالما انها لم تعلق نشاطاتها النووية الحساسة. وفيما كان بلير يلقي كلمته كان بوش يؤكد، خلال لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ان الموقف الاميركي من ايران"لم يتغير". واستبعد، بعد لقائه"لجنة دراسة العراق"برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون اجراء محادثات مع ايران وسورية بشأن العراق ووضع برنامج زمني لسحب القوات الاميركية من هذا البلد على رغم الضغوط المتزايدة عليه من اجل تغيير سياسي. وفي العراق، اوصى بلير ب"تفويض مزيد من السلطات الى القادة العراقيين"على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري من خلال"تعزيز التدريب والتجهيز والقيادة والسيطرة لدى الجيش العراقي". ودافع رئيس الوزراء بعد ذلك عن ديبلوماسيته المطابقة للخط الديبلوماسي الاميركي معتبراً ان"التحديات الشاملة"تتطلب"تحالفات شاملة". وقال"لا يمكن بحث اي من مخاوف بريطانيا الاساسية ولا حلها من دون اميركا". واضاف"اننا بحاجة الى اميركا، هذا واقع"، مجددا في الوقت نفسه قناعته بأن بريطانيا"يجب ان تكون في قلب اوروبا ولديها كل الاسباب لتكون في هذا الموقع. اوروبا تمنحنا وزنا وقوة".