حذّر وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر، الذي يترأس لجنة خاصة حول العراق شكلها الكونغرس الاميركي، من"الفوضى العارمة"في العراق، كما حذر من توقع أن تتوصل اللجنة التي يرأسها الى"حل سحري"للمشاكل المستفحلة في ذلك البلد. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي نقلاً عن صديق قريب للوزير الأميركي السابق لم تكشف اسمه، وهو مسؤول سياسي ايضاً، ان بيكر صدم عندما زار العراق أخيرا من"الفوضى العارمة"في هذا البلد. وحذر بيكر من توقع أن تتوصل اللجنة التي يرأسها الى"حل سحري"للمشاكل المستفحلة في ذلك البلد. ويرأس بيكر لجنة خاصة حول العراق تضم عشرة اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي شكلها الكونغرس الاميركي بدعم من ادارة الرئيس جورج بوش، ويتوقع ان يوصي بتغيير في الاستراتيجية الاميركية لاعادة اعمار العراق. ويشارك بيكر في رئاسة اللجنة النائب الديموقراطي السابق لي هاميلتون. وكان بيكر حذّر في كلمة امام مجلس هيوستون للشؤون العالمية مساء أول من أمس من توقع أن تتوصل اللجنة الى"حل سحري"للمشاكل المستفحلة في ذلك البلد. وقال ان اللجنة لم تقرر بعد توصياتها، لكنه اشار الى انه لا يوجد مخرج سهل من الصراع العنيف. وأضاف:"استطيع ان اقول شيئاً آخر: لا يوجد حل سحري للوضع في العراق. انه أمر صعب جداً جداً". وتابع:"لهذا فان كل من يعتقد أننا سنتوصل على نحو ما الى شيء سيحل المشكلة تماما هو من قبيل التمنيات". وكان بيكر، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الاب، اشار الاسبوع الماضي في مقابلات مع وسائل اعلام، الى ان اصرار ادارة الرئيس جورج بوش على"مواصلة المسار"في العراق ليس البديل الوحيد للسياسة الأميركية في هذا البلد. وذكرت صحيفة"لوس انجليس تايمز"الاثنين ان اللجنة التي يرأسها بيكر تعتزم التقدم باقتراح مطلع العام المقبل لاجراء تغييرات كبيرة على استراتيجية الولاياتالمتحدة في العراق. ونقلت الصحيفة عن اعضاء في اللجنة لم تكشف هوياتهم انه يجري حاليا التفكير في خيارين سيمثلان تراجعا في السياسة الاميركية المتبعة في البلد المضطرب، وهما سحب القوات الاميركية على مراحل واشراك ايران وسورية في جهود مشتركة لوقف الاقتتال في العراق. لكن ال"بي بي سي"اضافت اقتراحا ثالثا تجري دراسته ويقضي بالتركيز على ضمان الاستقرار في العراق والتخلي عن هدف احلال الديموقراطية. وذكرت"لوس انجليس تايمز"ان اللجنة اتفقت على وجوب اجراء تلك التغييرات. وعندما تم تشكيل اللجنة في آذار مارس الماضي، كان بعض المسؤولين في الادارة يأملون في تصدر تأييداً للسياسة الاميركية الحالية في العراق. الا انه مع ازدياد عمليات الاقتتال الطائفي في العراق، أصبح عدد اكبر من الجمهوريين في الكونغرس، اضافة الى عدد من مسؤولي الادارة، اكثر قبولا لاجراء تغييرات. وقال بيكر ان اللجنة ستصدر تقريرها بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجري في 7 الشهر المقبل. واضاف:"سنصدر التقرير بعد الانتخابات من اجل محاولة ابعاد تقريرنا عن الساحة السياسية المحلية". وفي مرحلة الاعداد لغزو العراق الذي قادته الولاياتالمتحدة في آذار مارس 2003 حذّر بيكر بوش من غزو البلاد من دون مساندة من ائتلاف دولي كبير مثل ذلك الذي ساعد بيكر في حشده لحرب الخليج في عام 1991. لكنه قال في مقابلة مع شبكة تلفزيون"ايه.بي.سي"ان انسحاباً فورياً من العراق سيؤدي الى"أكبر حرب أهلية رأيتها على الاطلاق".