سيتأخر تطبيق الاستراتيجية الاميركية، في التعامل مع الازمة العراقية، الى مطلع السنة المقبلة حتى يتسنى للادارة ترتيب اولوياتها، ومناقشة توصيات لجنة بيكر - هاملتون، والاقتراحات التي تضعها لجنة من كبار ضباط الاركان الاميركيين، بينهم ضابطان من اصل عربي. ويتوقع ان ترفع هذه اللجنة تقريراً الى مجلس الامن القومي الاميركي برئاسة الرئيس بوش تضمنه نتائج تقويمها ل"النظرة الجديدة"في التعامل مع الحربين في العراق وأفغانستان وغيرهما من المناطق الساخنة، وللأفكار غير التقليدية في شأن كيفية مكافحة"الإرهاب". وكان العسكريون بدأوا دراسة"الافكار الجديدة"في 25 أيلول سبتمبر الماضي. وافادت صحيفة"نيويورك تايمز"امس ان اللجنة العسكرية لن تنهي اعمالها قبل مطلع كانون الأول ديسمبر المقبل في حين تواصل لجنة"بيكر - هاميلتون"اتصالاتها مع الاطراف المتحالفة مع الولاياتالمتحدة في الحرب على الارهاب لاستطلاع ارائهم في هذا الخصوص. راجع ص 2 و4 وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعلن امس ان بلير"سيطلع لجنة أميركية، تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي وتُراجع السياسة المتبعة في العراق، على وجهة نظره واسلوب التعامل مع الازمة في العراق". كما من المتوقع ان تستمع اللجنة الى رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد و"حتى الى آراء عربية في هذا الشأن"على حد تعبير مصادر. واكدت ناطقة باسم مكتب بلير، تقارير صحافية ذكرت انه سيتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الى لجنة بيكر - هاملتون. واشارت الى"انهم يجمعون أدلة وأفكاراً ونريد أن نضمن اطلاعهم بشكل كامل على أفكارنا". وامتنعت الناطقة عن تقديم تفاصيل في شأن ما الذي سيقوله بلير للجنة. الا ان الصحافة البريطانية ذكرت ان بلير سيُعلن معارضته للانسحاب العسكري السريع من العراق مع تأييده انتهاج"سبل ديبلوماسية مع سورية وايران لاشراكهما في المساعدة في وقف اراقة الدماء العراقية"وهي فكرة أشار بعض أعضاء اللجنة الى تأييدهم لها. وكان الرئيس بوش اكد امس، في خطابه الاسبوعي، انفتاحه على اعتماد سياسة جديدة في العراق واصفاً روبرت غايتس، الذي اختاره وزيراً للدفاع خلفاً لدونالد رامسفيلد، بأنه"رجل اداري متمكن وقادر على إحداث تغيير". وجدد الرئيس الاميركي عزمه على محاربة الارهاب، مشدداً على أن العراق يبقى"الجبهة المركزية لهذه الحرب". وسيحاول بوش حض الكونغرس الحالي، على استعجال الموافقة على ترشيح غايتس، في الاسابيع الاخيرة من ولايته قبل انتقال السلطة الى الديموقراطيين مطلع السنة المقبلة. ويجتمع بوش مع"لجنة بيكر - هاملتون"غداً الاثنين لكن البيت الابيض أكد أن اللجنة لن تقدم توصياتها النهائية فيه. وفي العراق يناقش البرلمان اليوم مجموعة من القضايا المهمة التي سيطرحها رئيس الوزراء نوري المالكي ووزيرا الدفاع عبدالقادر محمد جاسم العبيدي والداخلية جواد البولاني، في شأن الوضع الامني والسياسي في البلاد، في جلسة استماع علنية بعد مرور اربعة ايام على الجلسة المغلقة التي حضرها المالكي وتم خلالها اقرار مشروع تمديد العمل بقانون الطوارئ. واكد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ل"الحياة"ان ايجاد المخرج الملائم للأزمة السياسية والامنية"يحتاج الى معجزة سياسية"تُسفر عن اتفاق شامل بين الكتل السياسية، التي انهكها التناحر والصراع، وباتت فريسة لمصالحها الخاصة بعيداً عن المصلحة الوطنية العامة. مبيناً ان انقاذ البلاد من المشكلات الامنية والسياسية بات مرتبطاً بإيجاد هذه المعجزة التي يصعب تحقيقها في الوقت الحالي. امنياً قُتل 32 عراقياً على الأقل بينهم ضابط في جهاز الاستخبارات في بغداد وجُرح عشرات آخرون في سلسلة أعمال العنف في العراق، في حين قُتل جنديان بولندي وسلوفاكي في انفجار استهدف آليتهما في الكوت.