صعّدت الحكومة الألمانية أمس، موقفها إزاء أنقره وطالبت الحكومة التركية بفتح مطاراتها وموانئها أمام قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، تنفيذاً لبروتوكول توسيع الاتحاد الجمركي الذي وافقت تركيا على تنفيذه قبل بدء مفاوضات العضوية مع الاتحاد الأوروبي قبل سنتين. وحذر وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير في لقاء مع صحيفة"فرانكفورتر تسايتونغ"من أن عدم تنفيذ تركيا البروتوكول"سيؤثر سلباً على مفاوضات العضوية"، التي تواجه عقبات عدم اعتراف أنقره بجمهورية قبرص اليونانية، وعدم مواصلة إقرار الإصلاحات المطلوبة من الاتحاد الأوروبي. ووجهت المفوضية الأوروبية قبل يومين تحذيراً شديد اللهجة إلى أنقره، وأمهلتها حتى منتصف الشهر المقبل لتطبيق بنود البروتوكول التجاري مع قبرص قبل اتخاذ قرارات سلبية في حقها أهمها وقف المفاوضات. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي يرفض حزبها"المسيحي الديموقراطي"ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قبلت بالأمر لأن شريكها في الحكم، الحزب الاشتراكي الديموقراطي، يؤيد الانضمام. وترى مركل أن مسألة تنفيذ بروتوكول أنقره لم يكن جزءاً من المفاوضات، بل وعدت تركيا بتنفيذه قبل بدئها. وأعلن شتاينماير أن تركيا تدين للاتحاد الأوروبي، و"هي تعرف ذلك"، مؤكداً أنه سيناقش ب"عناية كبيرة"مع زملائه الأوروبيين"ما يمكن أن يتخذ في حق تركيا"في القمة الأوروبية التالية المقررة منتصف الشهر المقبل. وأيد شتاينماير التوصل إلى حل مع تركيا على قاعدة الاقتراحات التي طرحتها الرئاسة الفنلندية للاتحاد والتي وصفها بأنها"ذكية"من دون أن يعرض تفاصيلها، مشيراً إلى أن ألمانيا تريد تفادي تصعيد الأزمة مع تركيا خلال الرئاسة الألمانية للاتحاد التي تبدأ مطلع العام المقبل محذراً في الوقت ذاته القوى التي تسعى إلى استغلال الأزمة الحالية من أجل وقف المفاوضات مع تركيا. وقال إن"على رغم كل السلبيات والموانع تحققت إيجابيات كما ذكرت المفوضية الأوروبية، لذا لا بد من مواصلة تنفيذ المشروع الطموح لربط تركيا بأوروبا".