قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لپ"الحياة"امس ان الرئيس بشار الاسد اعتذر عن عدم قبول دعوة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى قمة الشراكة الاوروبية - المتوسطية في برشلونة نهاية الشهر الجاري، في حين قالت مصادر ديبلوماسية غربية لپ"الحياة"ان بريطانيا"لم تسحب الدعوة"التي كانت موجهة الى الاسد. ومن المقرر ان يمثل سورية في المؤتمر وزير الخارجية فاروق الشرع. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لپ"الحياة"امس ان الشرع"مدعو الى الغداء الرسمي"الذي سينظم لممثلي الدول المشاركة. پوكانت تصريحات وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من ان بلاده التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، سحبت دعوتها التي كان بلير وجهها الى الاسد، اثارت امس انزعاجا في الاوساط الرسمية السورية، خصوصاً انها جاءت بعد كلام لمسؤول الشؤون الخارجية في المفوضية الاوروبية خافيير سولانا من ان الرئيس السوري ليس مدعواً الى القمة الاوروبية - المتوسطية. پواوضح مصدر سوري مسؤول ان الخارجية السورية سلمت صباح اول من امس، السفير البريطاني بيتر فورد"رسالة جوابية من الاسد الى بلير، تضمنت اعتذاره عن عدم المشاركة في القمة بسبب الظروف الراهنة في المنطقة"، وان الرئيس الاسد كلف وزير خارجيته بتمثيل سورية. وأكدت المصادر الديبلوماسية الغربية أن"الرواية السورية صحيحة"وأن لندن"لم تسحب دعوتها الاسد وتركت القرار للجانب السوري"، مشيرة الى ان حضور الشرع يمثل"فرصة كي يشرح موقف بلاده لنظرائه الاوروبيين"، والى انه سيكون مدعواً الى جلسة العشاء الرسمية التي ستقام لممثلي الدول. وبحسب المعلومات المتوافرة لپ"الحياة"فان دمشق تسلمت دعوة بلير في 26 ايلول سبتمبر الماضي، وانها اقترحت التريث قبل ارسال رسالة جوابية لاسباب عدة بينها الرغبة في عدم تكرار التجربة السابقة عندما مارست اميركا ضغوطاً هائلة للحيلولة دون مشاركة الاسد في قمة العالم في نيويورك. پوفيما كانت دمشق تتوقع توقيع اتفاق الشراكة في شكل رسمي قبل انعقاد القمة، ربط بعض الدول الاوروبية المشاركة السورية بكيفية التعامل مع فريق التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله لپ"الحياة"امس:"ان الاسد اعتذر عن عدم المشاركة بعد تأكيد سورية ضرورة توقيع اتفاق الشراكة واعتبار ذلك ضرورياً لتعزيز التعاون بين سورية والاتحاد الاوروبي ولانجاح مؤتمر برشلونة". ورأت المصادر الديبلوماسية ان تصريحات سترو كانت"مضللة لان الدعوة لم تسحب رسمياً"، في حين اكد دخل الله ضرورة"ابتعاد الشخصيات المسؤولة عن التلاعب بالالفاظ تجنباً لتضليل الرأي العام لأهداف سياسية". پالى ذلك، علمت"الحياة"ان نائب رئيس الوزراء السوري عبد الله الدردري سيزور لندن في نهاية الشهر الجاري للمشاركة في ندوة اقتصادية. كما ان السفارة السورية اقترحت مؤسسات قانونية بريطانية لتقديم الخبرة الى الهيئة القضائية السورية المختصة بالتحقيق في اغتيال الحريري. دخل الله : الإسرائيليون يستغلون الضغوط الى ذلك، اكد الوزير دخل الله"أن السوريين متمسكون بحقهم في استعادة الجولان وتحريره حتى آخر شبر منه لان الوطن كل متكامل لا يمكن تجزئته". وقال رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون التي أعلن فيها رفضه"اجراء أي مفاوضات سلام مع سورية":"إن المسؤولين الإسرائيليين يحاولون استغلال موجة الضغوط السياسية والإعلامية والنفسية على سورية للتعبير بشكل فج عن مواقفهم العدوانية ضدها". وأضاف الوزير السوري أن أحداً"لم يكن ليتوهم بأن إسرائيل ستنهي الاحتلال عن طيب خاطر". واشار دخل الله الى ان"على رغم رفض المجتمع الدولي ومجلس الأمن قرار إسرائيل ضم الجولان واعتباره لاغياً ولا اثر قانونياً له لا تزال إسرائيل مستمرة في احتلالها للجولان وتنتهك حقوق أبنائه وتتجاهل كل قرارات الأممالمتحدة والقانون الإنساني الدولي". وأكد"أن الجولان ارض عربية سورية وهذه حقيقة من حقائق المنطقة البنيوية لن تغيرها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين ما فتئوا يعبرون عن نياتهم العدوانية واستغلالهم لأي فرص من اجل التمسك بالاحتلال".