قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» امس ان نائب المدير العام في إدارة العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية هوغس مينغاريللي زار دمشق قبل يومين في اطار الإعداد للزيارة الأولى التي سيقوم بها مسؤول التوسع وسياسات الجوار الاوروبي ستيفان فول لدمشق في 28 الشهر الجاري. وعلم ان مينغاريللي التقى رئيس هيئة تخطيط الدولة عامر لطفي ومعاون وزير الخارجية عبدالفتاح عمورة، عارضاً تقديم المساعدة الفنية في اطار الجهود السورية القائمة لدرس منعكسات اتفاقية الشراكة السورية - الاوروبية على الاقتصاد السوري، على ان يستكمل الامر خلال محادثات فول مع الجانب السوري الاسبوع المقبل. وكان الرئيس بشار الأسد استقبل مفوضة العلاقات الخارجية والسياسية والأمنية الأوروبية كاثرين آشتون منتصف آذار (مارس) الماضي، وجرى تبادل فى وجهات النظر في شأن فرص تفعيل الدور الأوروبي في المنطقة. وأفاد بيان رئاسي وقتذاك بأن آشتون «شددت على رغبة الاتحاد الأوروبي بالمضي قدماً في دفع عملية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي، وكان هناك توافق على ضرورة اجتماع خبراء من الجانبين لمناقشة التساؤلات والتحفظات التي تعيق التوقيع على اتفاق الشراكة بين الجانبين». وتمّ على هامش زيارة آشتون لقاء غير رسمي بين منغاريللي ومسؤولين سوريين. وقال وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمر صحافي ان سورية «تريد اتفاقية شراكة تقوم على التكافؤ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، مشيراً إلى تأكيد الأسد أن «الشراكة ليست فقط بعداً اقتصادياً وإنما لها بعد سياسي ويجب أن تكون شراكة حقيقية». كما ان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري أكد خلال زيارته الأخيرة باريس اهتمام بلاده ب «دراسة الجوانب الفنية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي»، لافتاً الى ان دمشق «لا تتحدث عن مواعيد للتوقيع بل عن جدية في الدراسة». وقال: «الاقتصاد السوري تغير وكذلك الاقتصاد العالمي والأوروبي»، وأضاف: «لقد تغير الوضع القانوني والإطار التنظيمي للاقتصاد السوري حتى في السنة الأخيرة بعد التوقيع بالأحرف الأولى، وحصلت متغيرات هائلة منذ نهاية 2008» لدى التأشير على مسودة الاتفاق. واجرت جهات حكومية في الفترة الاخيرة مزيداً من الدراسات الفنية الدقيقة على مسودة اتفاق الشراكة بعد إقرارها من الجانب الأوروبي نهاية العام الماضي وتأثيرها على الإصلاح الاقتصادي والمصلحة الوطنية. وتواصل سورية تعزيز علاقتها مع عدد من الكتل الاقتصادية في العالم ضمن رؤية سورية ل «خلق فضاءات اقليمية»، وذلك بالتوازي مع تعزيز علاقاتها مع دول الجوار في المنطقة حيث جرى الاتفاق على اقامة تعاون استراتيجي مع كل من سورية والاردن ولبنان وتركيا، مع أمل في ان ينضم اليه العراق بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية فيه. كما جرى توقيع اتفاق تجارة حرة مع ايران خلال زيارة الأسد طهران بداية الشهر الجاري.