اعتذر أحد رسامي الكاريكاتورات المسيئة الى النبي محمد ص التي نشرتها صحف دنماركية وأوروبية عن تصرفه"الساذج"، كاشفاً تلقيه وزملائه تهديدات من متشددين اسلاميين أكدوا معرفتهم بأسمائهم، ما استدعى توفير الشرطة حماية أمنية لهم. وقال الرسام في حديث الى صحيفة"فرانكفورتر الغمانيه تسايتونغ"الألمانية التي لم تنشر اسمه لأسباب أمنية، إنه وزملاءه لم يقصدوا الاساءة الى أحد، مضيفاً":"نحن الدنماركيين سذج ونعرف قليلاً عن العالم الكبير وعن الاسلام". وبعدما كشف تلقيه وزملائه تهديدات بالقتل من إسلاميين، أكد أن هؤلاء كتبوا لهم أنهم يعرفون أسماءهم وإسم المسؤول عن الزاوية الثقافية في الصحيفة، مشيراً الى أن الشرطة تؤمن لهم الحماية حالياً. واتهم بعض الأئمة في الدنمارك بالكذب، لإظهاره رسوماً أخرى في العالم العربي لم يرسمها هو أو أحد من زملائه. وانتقد الكاتب الألماني الكبير غونتر غراس الحائز على جائزة"نوبل"للآداب في شدة أمس نشر الرسوم في الصحيفة الدنماركية، معرباً عن اعتقاده بأن النشر"كان بهدف الاستفزاز ومخططاً له عن قصد". وأوضح أن الصحيفة"كانت تعرف بأن تصوير الله أو النبي محمد ص ممنوع في العالم الاسلامي، لكنها قامت بفعلتها لأنها يمينية راديكالية ومعادية للأجانب". وفي هذا السياق، اعتذرت صحيفة"يلاندس بوستن"الدنماركية للمرة الثانية الى المسلمين عن نشرها الرسوم، في رسالة سلمتها السفارة الدنماركية في الجزائر الى الصحف الجزائرية. وجاء في الرسالة التي كتبت باللغة العربية ونشرتها صحيفة"لاتريبون"بالفرنسية:"نعتذر عن سوء التفاهم الكبير الذي نتج من نشر رسوم كاريكاتورية صورت النبي محمد ص وغذت مشاعر عدوانية تجاه الدنمارك". وتابعت الرسالة التي وقعها رئيس تحرير الصحيفة كارستن يوست:"لم ندرك في أي وقت الحساسية القصوى للمسلمين المقيمين في الدنمارك والمسلمين الآخرين في العالم حيال هذه المسألة". وكانت الصحيفة الدنماركية اعتذرت في 30 كانون الثاني يناير الماضي في رسالة موجهة الى وكالة"بترا"الأردنية. الى ذلك، أعلن رئيس التحرير ليل أول من أمس أن الصحيفة لن تنشر رسوماً كاريكاتورية عن محرقة اليهود تجري صحيفة"همشهري"الايرانية مسابقة في شأنها. وأكد يوست على موقع الصحيفة على الانترنت أنها"لا تريد في أي حال من الأحوال نشر رسوم عن المحرقة لصحيفة إيرانية"، ما يخالف إعلان مسؤول الصفحات الثقافية في الصحيفة فليمينغ روز أخيراً استعداده لنشرها. وفي أوسلو، أعلن فيبيورن سيلبك رئيس تحرير مجلة"ماغازينت"النروجية المسيحية التي أعادت نشر الرسوم في 10 كانون الثاني يناير الماضي أن المجلة"تفكر في اجراءات مصالحة"مع المسؤولين المسلمين النروجيين. لكن سيلبك الذي تلقى تهديدات بالقتل خلال الأسابيع الماضية، استبعد تقديم اعتذارات غير مشروطة. وفي الولاياتالمتحدة، نشرت صحيفة"واشنطن تايمز"الأميركية المحافظة أول من أمس اطاراً فارغاً أرفقته بتعليق يندد بفتور الرد الأميركي على الجدل حول الرسوم، في حين استقال رؤساء تحرير أسبوعية"نيويورك برس"احتجاجاً على قرار عدم نشر الرسوم. وكتبت"واشنطن تايمز"تحت الاطار الفارغ في صفحة مخصصة للافتتاحيات"حرية التعبير الأميركية كما تمارس في الوقت الحاضر في مواجهة خطر العنف الاسلامي". ورافق الاطار افتتاحية انتقدت موقف البيت الأبيض عند اندلاع الأزمة اذ لم يعلن تأييده الدنمارك سوى متأخراً، ما سدد ضربة ل"تصميم أوروبا على حماية الحضارة الغربية". واستقال رؤساء تحرير"نيويورك برس"أول من أمس احتجاجاً على قرار ناشري الأسبوعية عدم نشر الرسوم. وكتب رئيس التحرير هاري سيغل أن"نيويورك برس شأنها شأن منشورات أخرى، خانت المبادئ التي تدعو اليها"، مبرراً قرار الاستقالة بضرورة الدفاع عن حرية الصحافة. و"نيويورك برس"هي ثاني أكبر أسبوعية توزع مجاناً في نيويورك. وفي ماليزيا، أعلنت صحيفة"نيو سريتس تايمز"أن الحكومة قررت حجب صحيفة يومية بعدما نشرت الرسوم. وكانت صحيفة"ساراواك تريبيون"نشرت الرسوم مطلع الأسبوع الجاري لتوضيح تقرير نُشر في صفحاتها الداخلية عن الغضب الدولي، لكنها عادت ووصفته بأنه"خطأ"ارتكبه المحرر المسائي وهو ليس مسلماً.