استأنفت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس، محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه بتهمة ارتكاب"إبادة جماعية"في حق الأكراد خلال"حملة الأنفال"عام 1988 بالاستماع الى عدد من شهود الاثبات. وحضر جميع المتهمين في القضية الجلسة وهي ال16 منذ بدء المحاكمة في 21 آب اغسطس الماضي. وخُصصت هذه الجلسة للاستماع الى مزيد من افادات شهود الاثبات. وقال الشاهد مطلب محمد 78 عاماً مرتدياً اللباس الكردي التقليدي إنه اعتقل عام 1988 خلال حملة"الانفال"ونُقل الى معتقل"نقرة السلمان"في محافظة المثنى جنوبالعراق على الحدود مع السعودية. وأضاف:"في أحد الأيام، عثرت على جثث اثنين من اقاربي بين 20 جثة أحصيتها عندما كنت في طريقي، منتقلاً من عنبر الى آخر داخل السجن، لتفقدهما بعدما علمت أن صحتهما تدهورت كثيراً". وقال إن"الموت كان يتكرر يومياً بسبب قلة الطعام والضرب الذي يتعرض له السجناء من الحراس". واستمع جميع المتهمين الى افادته في هدوء من دون أن يقاطعوه خلافاً لعادتهم. وسمح القاضي خلال الجلسة بناء على طلب من وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد الطائي، بحضور فريق الدفاع المحاكمة في الجلسة المقبلة. وقاطعت هئية الدفاع المحكمة الشهر الماضي بدعوى تدخل الحكومة في شؤون المحكمة، وتعيين قاض جديد. وقال الوزير السابق للقاضي محمد الخليفة العريبي:"سيادة القاضي، تحدثنا الى وكلاء الدفاع ويريدون الحضور. إن حضورهم الى المحكمة يصب في مصلحتنا". ووافق القاضي على هذا الطلب بانتظار أن ينفذ هذا القرار الأسبوع المقبل. وبعد الاستماع الى وزير الدفاع السابق، استانفت المحكمة الاستماع الى عدد من الشهود في القضية. وأفاد الشاهد سلمان:"أُريد من هيئة المحكمة أن تطلب من صدام إبلاغها ما هو مصير عائلتي واقاربي البالغ عددهم 33 شخصاً". من جهته، دافع صدام واعوانه عن حملة"الانفال"، مؤكدين أن العملية العسكرية كانت مشروعة ضد انفصاليين متمردين. يذكر أن المحكمة استمعت حتى الآن الى أكثر من 45 شاهداً من الأكراد بينهم عدد من النساء اللواتي أشرن الى حالات اغتصاب واجهاض وولادة وسط ظروف صعبة جداً. يشار إلى أن المدعي العام منقذ آل فرعون حضر الجلسة بعدما قتل مسلحون في غرب بغداد شقيقه المحامي عماد. ويُحاكم صدام وأعوانه في قضية حملات الانفال التي أسفرت عام 1988 عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير الآلاف. ويحاكم في القضية فضلاً عن المجيد، قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقاً الذي أُوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر، صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق وهو متهم بأنه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين. كما يحاكم أيضاً محافظ الموصل طاهر توفيق العاني خلال حملة الانفال، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانياً الذي كان يتلقى الأوامر مباشرة من علي حسن المجيد. أما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والقريب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.