اتهمت امرأة كردية الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بدفن أفراد عائلتها أحياء وتدمير قريتها بالجرافات، وذلك خلال جلسة محاكمته وستة من أعوانه أمام المحكمة الجنائية العراقية بتهمة ارتكاب"إبادة جماعية"في حق الأكراد خلال حملة"الأنفال". واستؤنفت الجلسة أمس الاثنين بعد تأجيل دام أسبوعين في حضور جميع المتهمين ووكلاء الدفاع الذين انتدبتهم المحكمة ومقاطعة هيئة الدفاع الأساسية للمحاكمة. وكان المحامي الرئيسي في فريق الدفاع خليل الدليمي اعلن أول من أمس أن صدام طلب من فريق الدفاع خلال لقائه معه مطلع الشهر الحالي مقاطعة جلسات المحكمة في"قضية الانفال"بسبب تدخل الحكومة العراقية. وتحدثت المرأة الكردية من خلف ستار لأسباب أمنية، وقالت:"عام 1988، هاجمت قوات الجيش العراقي قريتي واعتقلت أفراد عائلتي"وضمنهم عائلة شقيقها وزوجته واطفاله. وأضافت:"أعرف ما جرى لعائلتي، لقد دُفنوا أحياء". وعرض المدعي العام أوراقاً ثبوتية عُثر عليها في مقبرة جماعية في الحضر قرب الموصل شمال تعود إلى أفراد عائلتها. وتابعت أن"في أحد الايام، شنت قطاعات من الجيش هجوماً على القرية وأخذوا أشقائي، وهربنا نحن الى الجبل القريب ... ودخلت عند المساء قوات عسكرية الى القرية لهدم المنازل ونهب ما في داخلها. كما قصفت القرية، فقُتل اثنان من الشبان". وأضافت:"بعد هدم القرية، عدنا مساء مع السكان، وفي الصباح هاجمتنا القوات العسكرية وقبضت علينا واقتادونا الى قاعدة عسكرية حيث وضعونا في قاعات وعزلوا النساء عن الرجال". وقالت:"بقينا هناك لفترة يسمحون لنا فيها مرة واحدة يومياً بالخروج لقضاء حاجاتنا، وعندما كنا نخرج كانت المنطقة محاطة بالاسلاك الشائكة فنضطر الى قضاء حاجتنا امام الجنود الذين كانوا يطلقون العيارات النارية فوق رؤوسنا". وتابعت المراة"بعد ذلك بفترة كنت برفقة والدتي فقط. وأرادوا أخذها وتركي، لكنني صرخت بصوت مرتفع فتركوني أذهب معها". وقالت:"نُقلنا الى مناطق عدة لا أعرف أين، وضربوا والدتي بالعصي. وفي الصباح وصلنا الى سجن"نقرة السلمان"في السماوة وكان ذلك ابان شهر رمضان وعشية العيد. قالوا لنا سيتم اطلاقكم، لكن لم يفعلوا ذلك إلا بعد سبعة أشهر". واضافت أن"الأمراض انتشرت بيننا، وتوفي عدد من السجناء بينهم نساء وأطفال بسبب الأمراض"، مشيرة الى أن الجنود كانوا يتفرجون على السجينات وهن يستحمن. واستمعت المحكمة حتى الان الى عشرات من شهود الاثبات. وأعلن القاضي محمد العريبي الخليفة رفع جلسة محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه بتهمة ارتكاب"ابادة جماعية"في حق الاكراد خلال حملة الانفال الى اليوم الثلثاء. وأدلى اربعة من شهود الاثبات، هم رجلان وامرأتان، بافاداتهم خلال جلسة اليوم وهي الثالثة عشرة منذ بداية المحاكمة في القضية. يذكر أن جلسة أمس هي الثالثة عشرة منذ بدء المحاكمة امام المحكمة الجنائية العليا في 21 آب اغسطس الماضي. ويحاكم صدام واعوانه في قضية حملات"الانفال"التي أسفرت عام 1988 عن مقتل حوالي مئة ألف كردي وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير الآلاف. ويحاكم في القضية علي حسن المجيد المعروف ب"علي الكيماوي"قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقاً الذي أُوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر ومدير الاستخبارات العسكرية السابق صابر عبد العزيز الدوري وهو متهم بأنه احد ابرز المحرضين على حملة الأنفال واحد منفذيها الرئيسيين. كما يحاكم أيضاً طاهر توفيق العاني محافظ الموصل خلال حملة الانفال، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانياً، وكان يتلقى الأوامر مباشرة من"علي الكيماوي". اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والقريب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.