يقف الحزب الجمهوري الأميركي على أبواب استحقاق مصيري، يهدّد بخسارته هيمنته على السلطة الاشتراعية التي دامت لأكثر من عقد، وذلك في ضوء استطلاعات جديدة للرأي العام نشرت نتائجها أمس، وأعطت الصدارة للحزب الديموقراطي، قبل أقل من أربعة أسابيع من موعد التجديد النصفي للكونغرس. وفي تقدم فريد منذ خسارتهم الكونغرس عام 1994، حقق الديموقراطيون قفزة نوعية متقدمين 13 نقطة مئوية على الجمهوريين، بحسب استطلاع أجرته صحيفة"واشنطن بوست"وشبكة"أي بي سي"الإخبارية. جاء ذلك في ظل تراكم الضغوط على الحزب الجمهوري وتدفق الأخبار السيئة عليه، وآخرها الفضيحة الأخلاقية التي طالت النائب المستقيل مارك فولي، اضافة الى التعثر الأمني في العراق، والجدل الذي أطلقه كتاب بوب وودوارد"حال من النكران"حول"الحرب على الارهاب"والخلافات داخل مراكز السلطة. وأظهر الاستطلاع أن 54 في المئة من الناخبين سيصوّتون للديموقراطيين في 7 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، في مقابل 41 في المئة للجمهوريين. وأعطت الأرقام أفضلية للديموقراطيين لدى الناخب الأميركي في كل القضايا المطروحة على الأجندة الانتخابية، بما فيها الحرب في العراق. وعكس الاستطلاع عدم رضا غالبية الأميركيين عن أداء الرئيس الجمهوري جورج بوش الذي تراجعت شعبيته الى 39 في المئة بعدما قفزت الى 42 في المئة الشهر الماضي. وقال 64 في المئة انهم لا يوافقون على الطريقة التي يدير بها بوش الحرب في العراق، في حين قال 53 في المئة انهم لا يوافقون على ادارته"الحرب على الارهاب". وتأتي هذه الأرقام بعد اسبوعين على كشف"فضيحة فولي"التي وسعت الفجوة بين القاعدة المتدينة في الحزب الجمهوري والقيادة في واشنطن. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن خبراء في الحزب أنهم يتوقعون خسارة له تراوح بين 7 مقاعد و30 مقعداً في مجلس النواب، فيما يحتاج الديموقراطيون 15 مقعداً لانتزاع الغالبية في المجلس. وأشارت الصحيفة الى أن ولايات أوهايو وفلوريدا وتكساس وبنسلفانيا هي الحاسمة في هذه الدورة، لافتة الى أن تركيز الحزب الجمهوري سينتقل الى المسائل المحلية بدل المواضيع المتعلقة بالعراق والحرب على الارهاب. وتعني أي خسارة للجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب، زيادة الضغوط على البيت الأبيض، وعرقلة لأجندة بوش في السنتين المتبقيتين من ولايته الثانية. ويحاول الديموقراطيون التركيز على حرب العراق واستغلال هبوط شعبية بوش لتحقيق مكاسب سياسية ضد النواب القريبين منه، وأشارت الأرقام الى أن معظم المقاعد ال 201 التي يحتلها الديموقراطيون غير مهددة في هذه الانتخابات، عكس مقاعد الجمهوريين 230. ويستفيد الجمهوريون من قيام الكونغرس في التسعينات بإعادة رسم الخريطة الانتخابية في بعض الولايات مثل تكساس، وبالتالي ضمان نحو 50 مقعداً في صفوف الدوائر المحافظة المحسوبة على الحزب.