واشنطن - "الحياة" - أدلى ملايين الناخبين الاميركيين بأصواتهم أمس، في الانتخابات الاشتراعية النصفية التي ستكون حاسمة وتقرر أيًا من الحزبين الديموقراطي أو الجمهوري، سيسيطر على الغالبية في الكونغرس للسنتين الباقيتين من ولاية الرئيس جورج بوش. ونتيجة انحصار اهتمام غالبية الاميركيين بالحرب على الارهاب، لا يتوقع أن يفيد الديموقراطيون من الفرصة التي يحصل عليها الحزب المعارض عادة لتعزيز مواقعه في الانتخابات التي تجرى في منتصف الولاية الرئاسية. وساد اقتناع بأن الانتخابات التي يختار الأميركيون فيها جميع أعضاء مجلس النواب 435 مقعدًا وثلث أعضاء مجلس الشيوخ المئة 34 مقعدًا إضافة إلى 36 حاكمًا من أصل 50، لن تأتي بمفاجآت على صعيد الموازين القائمة حاليًا. وتوقع المراقبون أن يحتفظ الجمهوريون بغالبية بسيطة في مجلس النواب على أن يحصل الديموقراطيون على نتيجة مماثلة في مجلس الشيوخ، من دون استبعاد غالبية بسيطة للجمهوريين في المجلسين. الأمر الذي يعني بقاء الولاياتالمتحدة "أسيرة" الانقسام أو توازن القوى الذي نشأ إثر الانتخابات الرئاسية قبل نحو سنتين. وأدلى بوش بصوته ترافقه زوجته لورا قرب مزرعتهما في كروفورد تكساس، وذلك في ختام جولة انتخابية قادته إلى حوالى 15 ولاية على مدى خمسة أيام لدعم مرشحي الحزب الجمهوري. ولوحظ إقبال على التصويت في فلوريدا التي شهدت مشكلات في الانتخابات الرئاسية العام 2000، وذلك نتيجة الحملة التي قادها الرئيس السابق بيل كلينتون ونائبه آل غور في الولاية لتشجيع الناخبين الديموقراطيين على إلحاق هزيمة بحاكم الولاية جيب بوش شقيق الرئيس. ولم تخل القضايا الانتخابية من خلافات على قضية الحرب على العراق ومدى التركيز على مكافحة الارهاب، لكن الانتخابات تمحورت عموماً على شخصيات المرشحين وبرامجهم الضرائبية والاجتماعية، أكثر من السياسة الخارجية. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن الديموقراطيين سيواجهون صعوبة في كسب سبعة مقاعد جديدة يحتاجون إليها للسيطرة على مجلس النواب، في حين لن يكون صعبًا عليهم الاحتفاظ بمواقعهم في مجلس الشيوخ الذي يتقاسمونه حاليًا مع الجمهوريين بواقع 49 مقعدًا لكل منهما، بوجود عضوين مستقلين. وينظر الجمهوريون إلى الانتخابات باعتبارها اختبارًا لمدى قدرة بوش على الافادة من الشعبية العالية التي يتمتع بها، وترجمة ذلك مكاسب على الارض، في ما سيكون اختبارًا مبكرًا لمعركة الرئاسة المقبلة بعد سنتين. ويتخوف مسؤولون في الحزبين من تكرار تجربة "فلوريدا 2000" حين عجزت ماكينات الاقتراع عن إحصاء الفارق الضئيل بين المرشحين، خصوصًا أن أكثر من 200 مقاطعة اختبرت أمس، معدات اقتراع جديدة، في حضور مراقبين فيديراليين، في محاولة لتحسين وسائل الاقتراع وتفادي المشكلات المحتملة.