ماذا لو كانت امرأة الرئيسة المقبلة للجمهورية الفرنسية؟ هذا الاحتمال يتعزز منذ فترة عبر استطلاعات الرأي وآخرها تلك التي أجريت خلال عطلة نهاية الأسبوع وأظهرت أن أمام النائبة الاشتراكية والوزيرة السابقة سيغولين رويال، فرصاً جدية للفوز في انتخابات الرئاسة المقررة ربيع سنة 2007. وتبدو رويال عبر هذه الاستطلاعات أفضل المرشحين الاشتراكيين لخوض معركة الرئاسة المقبلة وتحظى بتأييد 53 في المئة من الفرنسيين الذين يعتبرون أنها"كفوءة"وقادرة"على تمثيل فرنسا في الخارج". وترتفع نسبة التأييد هذه إلى 64 في المئة في أوساط اليسار الفرنسي عموماً والى 67 في المئة في الأوساط الاشتراكية، مما يعني أنها تتقدم على سائر الأقطاب الاشتراكيين المتنافسين على ترشيح الحزب ومنهم زوجها الأمين العام للحزب فرانسوا هولاند، ورئيس الحكومة السابق لوران فابيوس والوزيران السابقان جاك لانغ ودومينيك شتراوس كان. وتحل رويال في المرتبة الأولى على لائحة الشخصيات التي يرغب الفرنسيون في أن تلعب دوراً مهماً في البلاد بحصولها على تأييد 49 في المئة منهم. وتتقدم على رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان الذي حصل على 46 في المئة وعلى وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي حصل على 45 في المئة. لكن 39 في المئة من الفرنسيين يجدون إنها قادرة على أن تكون أفضل من ساركوزي في الرئاسة، فيما يعتبر 49 في المئة منهم أن ساركوزي هو الأفضل. وكانت رويال دخلت على خط المعركة الرئاسية، على غفلة من المسؤولين الاشتراكيين، في الصيف الماضي، عندما صرحت لمجلة"باري ماتش"إنها لا ترى مانعاً من خوضها هذه المعركة. وأثار هذا التصريح في حينه ردات فعل غاضبة من قبل المسترئسين الاشتراكيين، إذ أن رويال بكشفها عن طموحاتها الرئاسية، أربكت حساباتهم وخططهم المختلفة. وازداد هذا الإرباك، على ضوء الوقع الإيجابي الذي أثاره ترشيحها المحتمل لدى الرأي العام والأعلام الفرنسيين. ولدى رويال مزايا عدة، تلعب لمصلحتها في حال خوضها الرئاسة، قد يكون أبرزها أنها امرأة وسياسية، في بلد لا يكف عن الدعوة إلى المساواة بين الرجال والنساء في الحياة العامة، لكن الطابع الذكوري لا يزال مسيطراً على طبقته السياسية. ورويال التي تعد نائبة ناجحة ومحبوبة في دائرتها الانتخابية بواتو شارانت، من شأنها أن تجسد التجديد والتغيير، في مواجهة طبقة سياسية سئم الفرنسيون من وجوهها وأساليبها. وهناك من يقول إنها على غرار ساركوزي، وإنما على طريقتها الخاصة أدركت مدى حاجة الفرنسيين، إلى قلب الصفحة وتحقيق قطيعة مع ما هو قائم حالياً، وتركز رهانها على ذلك. ويعيد هذا الصعود في شعبية رويال إلى الذاكرة الصعود الذي كانت شهدته قبل سنوات شعبية الوزيرة السابقة سيمون فيل يمين وسط، من دون أن تستطيع الوصول إلى ما هو أكثر من المقعد الوزاري الذي شغلته.