أثارت النائبة الاشتراكية سيغولين رويال، زوبعة داخل الحزب الاشتراكي وإرباكاً واضحاً لزوجها فرانسوا هولاند الذي يشغل منصب الأمين العام للحزب، وذلك بابدائها استعدادها للترشح للرئاسة الفرنسية سنة 2007. وما ان اضطلع المسؤولون الاشتراكيون على مضمون المقابلة التي أجرتها رويال مع مجلة"باري ماتش"الفرنسية، حتى انهالت عليها الانتقادات، من النواب الاشتراكيين المجتمعين في مدينة نوفير. والمستغرب ان يكون كلام رويال استوقف المسؤولين الاشتراكيين الى هذا الحد، خصوصاً ان الكل في فرنسا يعرف مدى التمزق القائم في صفوف الحزب الاشتراكي من خلال التناحر والتنافس القائم بين ستة من رموزه"المسترئسين". وكانت رويال صرحت ل"باري ماتش"بأنه"اذا تبين بأني في الموقع الأفضل"لخوض المعركة الرئاسية، و"اذا طلب الحزب الاشتراكي مني ذلك لاني قادرة على تحقيق الفوز له، فسأفعل". وسرعان ما تلقف الرئيس السابق للجمعية الوطنية النائب هنري ايمانويلي الذي يسعى الى انشاء بديل عن القيادة الاشتراكية الحالية، هذا القول، ليؤكد انه سيضيف"طلقة جديدة الى بندقية الصيد"الخاصة بتبديد شهية"المسترئسين"من الاشتراكيين. وتبعه رئيس الكتلة البرلمانية الاشتراكية جان مارك ايدو الى القول:"كلما ازددنا جنوناً، كلما اصبحت الأمور أكثر مرحاً". اما رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس، الذي كان انفرد بمعارضة موقف الاشتراكيين برفضه للدستور الأوروبي، فعلق هازئاً:"لماذا لا تكون الرئاسة مداورة؟". ولم يوضح فابيوس ما اذا كان يقصد بهذا التعليق كل الاشتراكيين الطامحين للفوز بترشيح الحزب في معركة الرئاسة ويعد هو نفسه واحداً منهم، بحيث يتناوبون دورياً على رأس السلطة، ام انه يحصر التناوب بالنطاق العائلي بين رويال وزوجها هولاند الذي يعتبر ان تزعمه للاشتراكيين يخوله خوض الانتخابات المقبلة. والواضع ان الانتقادات التي وجهت الى رويال استهدفت عملياً زعزعة زوجها الذي لم ينجح على رغم مضي نحو ثلاث سنوات على توليه الأمانة العامة للحزب الاشتراكي، في ترسيخ موقعه واقناع الحزب بأسلوبه القيادي. ولمواجهة الايحاء بأن طموحاته وشرعيتها، تجد من ينافسها ويقف بوجهها حتى من داخل اسرته، اضطر هولاند لالتزام موقف قصد به الحياد والموضوعية واكتفى بالتعليق على كلام زوجته بالقول، ان"الوقت لم يحن بعد للخوض في موضوع الترشيحات"وان هذا ما أبلغه لرويال ولغيرها من المرشحين المحتملين. ولم يأت من رويال ويؤيدها في مسلكها، الا النائبة روزلين باشلو من حزب"الاتحاد من اجل الحركة الشعبية"اليمين الحاكم التي قالت ان النائبة الاشتراكية تتمتع بكل الميزات المطلوبة لتكون مرشحة للرئاسة، وانها حسناً فعلت بالتأكيد بأن السعي الى هذا المنصب من حق النساء ايضاً.