اتفق الكثير من المحليين والمراقبين للمسابقات المحلية لكرة القدم على تسجيل أبرز ملاحظاتهم الفنية، خلال المرحلة الماضية، التي انصبت غالبيتها في البطء غير المثالي الملازم للاعبين المحليين في جميع المباريات التي أقيمت منذ بداية الموسم، بخاصة وأن كرة القدم أصبحت تعتمد على سرعة الأداء وسرعة مباغتة المنافس والوصول إلى مرماه بأقل التمريرات وأقل المجهود، وهذه الحالة غير المثالية التي يمر فيها اللاعب المحلي تركت الكثير من علامات الاستفهام عن المسببات التي أوصلته إلى هذا الوضع غير اللائق، على رغم التركيبة الفطرية التي يتميز فيها بتكوينه الجسماني المرن الذي يساعد على الخفة والمرونة والمهارة في آن واحد، ما جعل المدربين يعتمدون كثيراً في رسم خططهم التكتيكية على اللاعبين أصحاب هذه الميزة في فترات ماضية، وعلى مرور أجيال ماضية برز الكثير من اللاعبين الذين التصقت بهم ألقاب من مدرجات الملاعب، بل وصل الحال بالأعلام إلى أن يتفنن في إطلاق الألقاب على الكثير من اللاعبين المميزين بقوة الانطلاق والسرعة، كلقب الصاروخ الذي عرف به مهاجم الشباب المغنم، أو لقب النفاثة على لاعب الهلال منصور بشير والرصاصة على آخر أجيال السرعة مهاجم الشباب عبدالله الشيحان والقائمة تطول. وبرر بعض المراقبين اختفاء هذه الميزة عند اللاعبين في الفترة الحالية بعوامل عدة، تأتي طرق المدربين التكتيكية الدفاعية كأهم العوائق أمام هؤلاء اللاعبين لإظهار موهبتهم في سرعة الأداء ويرى البعض أن المدربين أيضاً اتجهوا نحو اللاعب صاحب البنية الجسمانية القوية ليعتمد عليه في إنجاح طريقة الفريق التي يرغب المدرب في تنفيذها وتطبيقها مع فريقه. وحمل البعض من المراقبين اللاعب نفسه مسؤولية الضعف الكبير الذي يسيطر على أدائه الفني وسرعة الحركة عنده لعدم مقدرته على المحافظة على فترة الراحة والنوم مثلاً وقصوره الشديد في إضافة بعض التمارين التي تساعد على تقوية عضلات جسمه، كالحضور لصالة الحديد في فترات محددة من جهازه الفني والإهمال في تناول الوجبات الغذائية المفيدة التي يحتاجها جسم الرياضي، وطالب المدرب الوطني المحاضر المعتمد من الاتحادين الآسيوي والسعودي في اللياقة البدنية حمود السلوة الأجهزة الفنية ومتخصصي اللياقة البدنية في الأندية المحلية بعمل الاختبارات والقياسات اللازمة عقب كل مرحلة للوقوف على مدى تقبل لاعبيهم للجرعات اللياقة، التي تسهم وتساعد بشكل كبير في تطوير وتنمية سرعة الارتداد لدى اللاعبين التي لوحظ ضعفها خلال هذه الفترة لدى اللاعب المحلي. وحمل اللاعب الجزء الأكبر من المسؤولية لغياب الفكر الاحترافي عنه في تعامله مع جسمه الذي يتطلب فترة الراحة الكافية والتغذية السليمة التي تمده بالطاقة الضرورية عقب الجهد الكبير في التدريبات. وكان للمحاضر الآسيوي ومدرب الياقة البدنية الحالي في نادي الشباب عبداللطيف الحسيني رأي أكد من خلاله أن السرعة الحركية لدى الرياضي تأتي نتيجة العوامل الوراثية، إضافة إلى أن كثرة الألياف الحمراء داخل العضلات تختلف من شخص لآخر وهذه الأليف تسهم بالقوة والسرعة في وقت واحد لدى الرياضي، ويؤدي عدم تفهم اللاعبين لأدوارهم داخل الملعب باعتمادهم على المهارات الفنية والاحتفاظ بالكرة مثلاً إلى قتل سرعة الأداء كما نشاهده الآن، ويبقى ضعف العضلة لدى الكثير من اللاعبين سبباً مباشراً في عدم تحملهم للأدوار المطلوبة خلال شوطي المباراة، ويؤدي التوتر النفسي الناتج من الظروف المحيطة باللاعب، سواء في المنزل أم في النادي أم من الجمهور، إلى ضعف السرعة والحركة لدى اللاعب.