أغلقت اسرائيل فجر امس و"حتى اشعار آخر"معبر رفح الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والاراضي المصرية بناء على قرار اصدره وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز عشية انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة للمرة الاولى منذ عام 1967، في اطار خطة صادق عليها موفاز مساء امس وتقضي بالانسحاب"دفعة واحدة"ليل الاثنين - الثلثاء الذي يصادف مرور 12 عاما على التوقيع على اتفاقات اوسلو. ويأتي اغلاق معبر رفح في وقت كشفت مصادر اسرائيلية"عملية سرقة غير مسبوقة في حجمها"لرمال غزة. واكدت مصادر اسرائيلية ان قرار اغلاق المعبر جاء تمشيا مع قرارات اتخذتها اللجنة الوزارية الاسرائيلية"لشؤون فك الارتباط"في ضوء موافقة الحكومة على"حل وسط"اقترحته مصر بإغلاق المعبر الحدودي"موقتا"لمدة تسعة اشهر تجري خلالها عملية تنقل الفلسطينيين من القطاع وإليه من خلال معبر"كيرم شالوم"الواقع على المثلث الحدودي بين النقب وجنوب القطاع ومصر والخاضع للسيطرة الاسرائيلية. وقالت مصادر مطلعة ان اغلاق اسرائيل المعبر تم من دون موافقة فلسطينية او دولية، وان اتصالات مكثفة تجري للتوصل الى تفاهم مشترك في شأن آلية العمل في المعبر بما يناسب مصالح الطرفين، مضيفة ان الاولوية الان لحل مشكلة معبر رفح قبل الممر الآمن بين الضفة الغربيةوغزة. وقال وزير التخطيط غسان الخطيب الذي ترأس الوفد الفلسطيني في اجتماع مع الاسرائيليين للبحث في قضية المعابر ان الجانب الفلسطيني"لا يوافق على الاجراء الاسرائيلي". واضاف ان اسرائيل لم تعلن موافقتها الرسمية بعد على وجود مراقبين اوروبيين في معبر رفح بعد فتحه. ولم يعرف بعد مصير آلاف الفلسطينيين الذين يعبرون المعبر الحدودي وآلية وصولهم الى معبر"كيرم شالوم"او سبل التعاطي معهم هناك. ويأتي الاجراء الاسرائيلي متوافقا مع الخطوات الاحادية الجانب التي حكمت خطة فك الارتباط التي نفذها رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، لتفرض امرا واقعا على الفلسطينيين تقول انه"موقت ورهن بأداء السلطة في ضربها"لفصائل المقاومة الاسلامية وجمع سلاحها. وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز اعلن اول من امس في اعقاب اجتماعه مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية جيمس وولفنسون ان اسرائيل ستعيد فتح"الممر الآمن"الرابط بين الضفة الغربية وقطاع غزة وفقا لصيغة"القوافل"التي ترافقها دوريات عسكرية اسرائيلية. وفي هذه الاثناء، حسمت اسرائيل امرها عبر مصادقة موفاز على موعد سحب قوات الاحتلال العسكرية من المستوطنات المخلاة في القطاع لينفذ ليل الاثنين - الثلثاء قبيل وصول شارون الى نيويورك"لقطف ثمار خطته"، حسب صحيفة"هآرتس". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان موفاز صادق على خطة الجيش الاسرائيلي للانسحاب في ختام جلسة مشاورات عقدت امس برئاسته. وتقضي الخطة بسحب القوات الاسرائيلية خلال 24 ساعة و"دفعة واحدة"وليس على مراحل كما كان مقررا في السابق، على ان يتم تسليم الاراضي التي اقيمت عليها المستوطنات ال 21 المخلاة الى السلطة الفلسطينية مطلع الاسبوع المقبل. وجاءت المصادقة قبل اصدار المحكمة العليا الاسرائيلية قرارا في شأن الكنس المقامة في المستوطنات. وكانت مصادر صحافية اسرائيلية كشفت عن اتصالات سرية تقوم بها جهات دينية وسياسية اسرائيلية على اكثر من صعيد مع مصر والمغرب والولاياتالمتحدة لاقناع الفلسطينيين بالابقاء على الكنس. واشارت الى ان اتصالات يجريها حاخامات مع ملك المغرب محمد السادس فيما يقوم سياسيون ورجال دين يهود في الولاياتالمتحدة باقناع الاخيرة الضغط على الفلسطينيين للقبول ببقاء الكنس والتهديد بتعليق نقل المساعدات المالية للسلطة اذا رفضت هذا الطلب. وقالت المصادر ان الحاخام مناحيم فورمان يجري اتصالات مع قادة"حماس"للغرض نفسه. وطالبت السلطة انطلاقا من احترامها لقدسية الاماكن الدينية بأن تهدم اسرائيل الكنس بنفسها، غير ان الاسرائيليين بحسب الصحف الاسرائيلية يسعون الى اقناع الفلسطينيين بالابقاء على الكنس أسوة بكنيس قائم في غزة وآخر في اريحا. واكد مدير ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني سمير حليلة في مقابلة مع صحيفة"الايام"الفلسطينية رفض الفلسطينيين ابقاء هذه الكنس. ومع بدء العد التنازلي للانسحاب، فككت اسرائيل جسر"مور"الذي يربط معبر"كيسوفيم"و"غوش قطيف"جنوب القطاع الذي كان يستخدم من قبل المستوطنين، وكان يشكل رمزا من رموز الاحتلال. وكان الفلسطينيون يسمونه"جسر الموت"لانهم تعرضوا مرارا لاطلاق رصاص منه. كما انهى الاسرائيليون نقل الدفيئات الزراعية الاخيرة من"غوش قطيف"الى اسرائيل. في الوقت نفسه، قتل شاب فلسطيني واصيب اخر بجروح برصاص الجيش الاسرائيلي في رفح. وقال مصدر طبي:"استشهد الشاب بشير الصوفي 18 سنة اثر اصابته في الصدر والبطن بأعيرة نارية اطلقها جنود اسرائيليون"، موضحاً ان"النيران اطلقت من موقع عسكري داخل مستوطنة عتصمونا". كما اصيب شاب اخر لم تعرف هويته في الثانية عشرة من عمره تقريبا عند "ممر فيلادلفي". سرقة رمال غزة ومع استمرار"المسلسل الدرامي"الاسرائيلي الخاص بالانسحاب من داخل القطاع، كشفت صحيفة"ذي ماركر"الاقتصادية الاسرائيلية عملية سرقة كبيرة تقوم بها اسرائيل لرمال شمال قطاع غزة. وذكرت الصحيفة نقلاً عن سلطة حماية البيئة في اسرائيل و"الادارة المدنية"التي تشكل احد افرع الحكم العسكري الاسرائيلية، ان هناك اعتقادا بأن السلطات الاسرائيلية نقلت 100 الف متر مكعب من الرمال في المنحدرات الرملية لشمال قطاع غزة الى اسرائيل خلال الايام القليلة الماضية. واشارت الى انه جرى نقل هذه الرمال عبر مركبات ضخمة عملت خلال الايام الاخيرة، مشيرة الى ان الحديث يدور عن"كميات ضخمة في وقت قياسي". ولمحت سلطة حماية البيئة الاسرائيلية الى ان الهدف من وراء نقل الرمال"تحقيق مكاسب مالية"، فيما ذكرت"الادارة المدنية"الاسرائيلية انها تأتي"لتحسين المقدرات الدفاعية لاسرائيل بعد الانسحاب وان الرمال ستستخدم لاغراض امنية بما في ذلك استخدامها لبنى تحتية جديدة". وبحسب الصحيفة، فان اسرائيل قامت بعملية نقل مشابهة للرمال من مستوطنة"نتساريم"وسط القطاع العام الماضي، بينما تركزت عمليات سرقة الرمال في الايام الاخيرة من داخل مستوطنتي"نيتسانيت"و"ايلي سيناي"شمال القطاع. وتعد هذه المناطق الاشد خصوبة في اراضي القطاع.