سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مخاوف من تدنيس اماكن العبادة اليهودية وتعميق الكراهية مع الفلسطينيين ... وشارون يؤكد اختيار "أهون الشرين" . الحكومة الاسرائيلية تقر إغلاق معبر رفح 6 أشهر وتبقي على 19 كنيساً في قطاع غزة رغم الانتقادات
أرفقت الحكومة الاسرائيلية قرارها"التاريخي"امس الخاص بانهاء الحكم العسكري في قطاع غزة بعد اكثر من 38 عاماً، بقرارين آخرين: اغلاق معبر رفح لستة اشهر وعدم هدم هياكل بناء 19 كنيساً في المستوطنات المهدومة في قطاع غزة. وصوتت الحكومة على عدم هدم الكنس بغالبية 14 صوتاً في مقابل صوتين وامتناع وزير عن التصويت. وبموجب القرار، سيتم نقل 4 كنس من"غوش قطيف"الى داخل اسرائيل وتفكيك كنيسين في طور البناء وثلاثة أخرى شيدت كملاجئ، في مقابل إبقاء 19 مبنى استخدمت كنساً وتم اخراج أسفار التوراة وأدوات العبادة والأثاث منها. وبذلك تكون غالبية اعضاء الحكومة، بمن فيها رئيس الوزراء آرييل شارون، انضمت الى رأي وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الذي رفض هدم الكنس. وانتقد المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز تراجع غالبية الوزراء عن موقفهم السابق المؤيد هدم الكنس واعتبره مساساً بالسلطة القضائية، في اشارة الى قرار المحكمة العليا المصادقة على قرار سابق للحكومة بالهدم. وذكّر موفاز بموقفه قبل اسبوعين وتبريره وجوب الهدم لتفادي"موجة تسونامي تقودها حركة المقاومة الاسلامية حماس على الكنس لن تبقي كنيساً واحداً قائماً". وأعاد الى الأذهان تحذير قادة أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية من احتمال قوي بتدنيس الكنس أو هدمها على يد الفلسطينيين باعتبارها"من رموز الاحتلال". وقال شارون مبرراً تغيير موقفه ان أمام الحكومة خيارين سيئين:"هدم الكنس، أو إبقاؤها على رغم خطر قيام فلسطينيين بتدنيسها، وقد اخترنا أهون الشرين". وأضاف انه"اعتماداً على خبرتنا فإن حشوداً فلسطينية ستهدم المباني التي استعملت كنساً. وفضل كبار الحاخامات هذا الخيار على تفكيكها أو نقلها". من جهته، رأى الوزير حايم رامون الذي أيد وزميله اوفير بنيس هدم الكنس ان تغيير غالبية الوزراء مواقفهم تندرج في اطار المعركة الداخلية المرتبطة بتنفيذ خطة"فك الارتباط"وان الحاخامات أرادوا"تعميق الكراهية بيننا وبين الفلسطينيين. الصدمة ستكون كبيرة، وقد تكلفنا دماء اذ سنرى مهووسين يهوداً يحاولون الثأر من التدنيس المتوقع للكنس عبر المس بالمساجد". من جهة أخرى، تبنت الحكومة اقتراح موفاز اغلاق معبر رفح لستة أشهر يتنقل خلالها الفلسطينيون والبضائع بين مصر والقطاع عبر معبر"كيرم شالوم"الاسرائيلي"على ان يتم خلال هذه الفترة التيقن من قدرات السلطة الفلسطينية على منع الارهاب". وأضاف موفاز ان اسرائيل ستسعى خلال هذه الفترة الى التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على المعابر"يمكننا من منع أي خطر أمني عبر معبر رفح والحفاظ على الاتفاق الجمركي"، مشيراً الى ان اتصالات متقدمة تجري مع مصر في هذه المسألة، فيما أفادت الاذاعة العبرية ان مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان وصل الى غزة أمس لهذا الغرض. من جهته، هدد رئيس هيئة العمليات في الجيش الاسرائيلي الجنرال يسرائيل زيف من"الرد الاسرائيلي القاسي"على اطلاق نار فلسطينية على بلدات اسرائيلية بعد الانسحاب. وقال ان الواقع الأمني الذي كان قائماً 38 عاماً سيتغير جذرياً:"فور الانسحاب سيحصل تغيير استراتيجي. ما كان صحيحاً حتى اليوم لن يكون مماثلاً في الغد وسيتغير ردنا واستراتيجيتنا على أي محاولة ارهابية تنطلق في غزة".