اطاحت الازمة السياسية المتصاعدة منذ اسابيع في اوكرانيا، الحكومة"البرتقالية"امس. واعلن الرئيس فيكتور يوتشينكو إقالة الحكومة، مبرراً خطوته تلك، بفشل جهوده للتوفيق بين اركان السلطة بعد تزايد حدة الخلافات في ما بينها خلال الاونة الاخيرة. ووصلت الاوضاع في اوكرانيا الى"النتيجة الطبيعية المتوقعة"، بحسب تعبير سياسيين اوكرانيين، اذ اعلن يوتشينكو عن اقالة حكومة يوليا تيموشينكو التي شكلها مطلع العام الحالي، بعد انتصار"الثورة البرتقالية"التي اطاحت النظام السابق. كما تضمنت قرارات الرئيس الاوكراني سلسلة اقالات طاولت سكرتير مجلس الامن القومي بيتر بوروشينكو والنائب الاول للرئيس الكسندر تريتيكوف. وقال يوتشينكو ان قراراته جاءت بعد فشل مساعيه على مدى الايام الثلاث الماضية لاحتواء الازمة والمحافظة على وحدة فريقه. وقال ان الخلافات بين اركان السلطة وصلت الى ذروتها خلال الفترة الاخيرة و"فقدت الاطراف المختلفة الثقة في ما بينها". وانتقد يوتشينكو اداء حكومة تيموشينكو التي كانت اهم حلفائه، واعتبر انه كان موجهاً نحو الدعاية الشخصية والحزبية بدلاً من الاهتمام بالمصالح العامة. وكانت الازمة داخل معسكر الرئيس تصاعدت على نحو خطر خلال الاسابيع الاخيرة وتبادل اطرافها الاتهامات بالفساد. وبدأ الخلاف يتخذ طابعاً علنياً بعدما فجر سكرتير مجلس الدولة الديوان الرئاسي الكسندر زينتشينكو جدلاً عندما وجه اتهامات مباشرة الى سياسيين كبار بينهم سكرتير مجلس الامن القومي وبعض معاوني الرئيس، باستغلال مناصبهم والتورط في فضائح فساد كبرى. واعلنت الاجهزة المختصة فتح تحقيق في التهم الموجهة، ثم توالت بعد ذلك استقالات عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. كما وصلت الازمة الى داخل البرلمان حيث انقسمت كتلة حزب السلطة الى نصفين. وسعى يوتشينكو الى تسوية الازمة من دون اللجوء الى تدابير حاسمة، لكن مفاوضاته مع الاطراف المختلفة انتهت بالفشل. وقالت مصادر اوكرانية انه امضى"ساعات صعبة من المناقشات مع رئيسة الوزراء طيلة ليل الاربعاء -الخميس"من دون التوصل الى اتفاق، ما دفعه الى اعلان قراره الاخير. واعتبر محللون اوكرانيون ان التطورات الاخيرة ستسفر عن زعزعة موقف يوتشينكو بعد انهيار معسكر حلفائه، خصوصاً ان مسؤولين عديدين قدموا استقالاتهم فور اعلان اقالة الحكومة. وسارعت المعارضة الاوكرانية الى استغلال الموقف امس، اذ دعا نواب معارضون الرئيس الى"المثول امام البرلمان وتحمل المسؤولية عن كل ما يجري". ارضاء الروس واللافت ان يوتشينكو عمد الى استرضاء الاقاليم الشرقية القريبة من روسيا والمعارضة تقليدياً لسياساته، اذ كلف رئيس اقليم دنيبروبيتروفسك الشرقي يوري يخانوروف بتشكيل الحكومة الجديدة. وقوبلت خطوات يوتشينكو بالترحيب في موسكو. واعتبرها سياسيون روس"شجاعة، وفي توقيتها المناسب". وقال السفير الروسي لدى كييف فيكتور تشيرنوميردين ان التحرك الاخير هو الاسلوب الوحيد لمواجهة الازمة المتصاعدة"، فيما دعا برلمانيون روس الى تدخل موسكو لتقديم مساعدات للرئيس الاوكراني في حال تطلب الموقف ذلك. من جهته، اعرب الاتحاد الاوروبي في بيان اصدره امس، عن امله في ان تتمكن كييف من تجاوز الازمة الداخلية في اسرع وقت ممكن. واشار ناطق باسمه الى ضرورة قيام الرئيس الاوكراني بخطوات عاجلة لإزالة اثار الازمة.