يدشن رئيس الوزراء الاوكراني الجديد يوري يخانوروف عهده بزيارة لموسكو، وصفت بأنها تهدف الى وضع علاقات البلدين على"الطريق الصحيح". ولم يستبعد الكرملين ان تسفر المحادثات الثنائية عن تحديد موعد اول زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاوكرانيا منذ انتصار"الثورة البرتقالية"فيها. وكان يخونوروف اعلن فور تكليفه بتشكيل حكومة جديدة بعدما اطاحت ملفات الفساد الحكومة السابقة، انه سيعمل على اعادة الروح الى علاقات بلاده مع روسيا. ومعروف ان العلاقات بين البلدين كانت شهدت تدهوراً متصاعداً منذ وصول الديموقراطيين الى السلطة في نهاية العام الماضي. واعتبر كثيرون ان قيام الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو بتكليف رئيس وزراء من المناطق الشرقية الناطقة بالروسية في اوكرانيا، حمل دلالات على توجه جديد في سياسة كييف تجاه موسكو. وأكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف أثناء لقائه بنظيره الأوكراني امس، أن الجانب الروسي"راض عن تسوية الأزمة في أوكرانيا ويأمل في تعزيز التعاون الثنائي". وأعرب فرادكوف عن ثقته بأن البلدين يملكان ما يكفي من الإمكانات والفرص لبناء مرحلة جديدة من التعاون الوثيق. ويصل رئيس الوزراء الأوكراني الجديد إلى موسكو اليوم، في زيارة عمل تستغرق يوماً واحداً، بحسب ما إفادت السفارة الأوكرانية في روسيا. واللافت ان موسكو حرصت على اعطاء رد ايجابي للرسائل التي بعثتها كييف فور تكليف الحكومة الجديدة، من خلال تأكيدات يخونوروف بان العلاقات مع روسيا ستكون على رأس اولويات حكومته. وصرح سيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي امس بأن من الممكن ان يتخذ في ضوء نتائج المحادثات بين فرادكوف ويخانوروف قرار في شأن تحديد موعد زيارة الرئيس الروسي لأوكرانيا. وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو صرح بأن محادثات رئيس الوزراء الأوكراني في العاصمة الروسية ستتناول مسائل توريد موارد الطاقة لأوكرانيا والتعاون بين أوكرانياوروسيا في مجال الغاز. ويعد المحور الاقتصادي وخصوصاً ما يتعلق بتسوية مشكلة صادرات روسيا الى اوكرانيا من الغاز الطبيعي ابرز المشكلات التي تواجه الطرفين حالياً، اذ كانت موسكو تبيع الغاز لجيرانها الاوكرانيين بالاسعار نفسها التي يوزع فيها الغاز الروسي داخل الاقاليم الروسية، لكن الجهات المختصة اتخذت قراراً اخيراً بوضع صيغ جديدة للتعامل مع كييف تقترب فيها الاسعار من المعايير الدولية، واعتبر كثيرون وقتها في اوكرانيا ان قرار موسكو"سياسي"، وهو الامر الذي دفع سياسيين اوكرانيين الى الاعراب عن قناعتهم بأن التقارب الحالي من شأنه ان يعيد التعامل بين البلدين الى سابق عهده.