كيف كان وقع محادثات اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، بمدينة نيوبورت الانكليزية، على مسؤولي الخارجية التركية؟ الجواب خيبة امل وإحباط، وليس جراء موقف دول الاتحاد من تركيا وحسب، وانما بسبب الذهنية التي تغلب على فكر الاتحاد. انها ذهنية لن تخلق منه قوة دولية مؤثرة كما كان بعضهم ينتظر. ومسؤولو الخارجية التركية يقولون انهم حزينون من اجل الاتحاد الاوروبي، وليس من اجل موقف تركيا، فالاتحاد يبدو وكأنه تخلى عن أي استراتيجية كان يتبعها، وكأنه فقد الافق الذي كان يقود خطواته. ففي الوقت الذي يشهد العالم تطورات مهمة للغاية وغالبيتها يقع في الشرق الاوسط، ينشغل الاتحاد الاوروبي عن ذلك كله بتفاصيل هامشية. فهو لا يفكر بشكل استراتيجي، ولكنه يتلهى بحسابات صغيرة ودعائية، مثل القضية القبرصية وطمأنه القبارصة اليونانيين على حساب علاقاته مع انقرة. وعلى الاتحاد الاوروبي ان يتابع تطورات الشرق الاوسط والقوقاز ووسط آسيا، لأن ذلك يؤثر في الاتحاد الاوروبي مستقبلاً، ولا بد للاتحاد من ان يؤدي دوراً في التطورات التي تحدث حوله. وفي حال قرر الاتحاد الاهتمام بتلك الامور فسيكتشف اهمية تركيا بالنسبة اليه. ولكن الاتحاد يتجاهل ذلك تماماً، ويسمح لقياداته باستخدام الورقة التركية في المزايدات الانتخابية في مختلف دوله، لتتحول تركيا الى كبش فداء في الصراعات السياسية الداخلية لتلك الدول. وسواءً اختار الاتحاد ان يضم تركيا اليه او اختار ان تبقى خارجه، من المؤسف ان نكتشف ان الاتحاد الاوروبي بدأ يصغر في عيوننا قبل ان يصغر في عقول المسؤولين عنه. عن فكرت بلا: لن يصبح الاتحاد الأوروبي قوة عالمية إذا تمسك بهذه العقلية، مللييت التركية، 5/9/2005