شهدت محادثات اللجنة البرلمانية المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي التي عقدت امس في اسطنبول مشاحنات وتبادلاً للاتهامات بين رئيس اللجنة دانيال كوهن بندت ووزير الخارجية التركي اسماعيل جيم حول الموقف من القضية القبرصية. فيما شدد مجلس الأمن القومي التركي على اهمية قبرص الاستراتيجية بالنسبة الى أنقرة وناقش التدابير التي ستتخذها تركيا في حال ضم الاتحاد الأوروبي الجزيرة الى عضويته. وأكد بندت ان حل هذه القضية شرط اساس لقبول عضوية تركيا في الاتحاد، وأن ضم قبرص من أولويات عملية توسيع الاتحاد الأوروبي. واعتبر ان قبرص يجب ان تنضم كاملة وموحدة الى الاتحاد الأوروبي وملمحاً الى أنه في حال نفذت تركيا تهديدها بضم شمال الجزيرة فستكون حينئذ احتلت جزءاً من اراضي الاتحاد الأوروبي. ومن جهته، كرر جيم موقف انقرة الداعي الى "زيادة التعاون مع شمال قبرص الى اعلى مستوى" في حال ضم الاتحاد الأوروبي الجزيرة الى عضويته. وحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولية تعثر حل القضية القبرصية. ودعا جيم الاتحاد الأوروبي الى الضغط على القبارصة اليونانيين للدخول في مفاوضات جادة مع القبارصة الأتراك حول مستقبل جزيرتهم. ورفض الربط بين حل القضية القبرصية وعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. وتمنى ان يسفر لقاء دنكطاش - كلاريدس المرتقب في الرابع من الشهر المقبل عن نتائج ايجابية. الى ذلك، شدد مجلس الأمن القومي التركي على اهمية قبرص الاستراتيجية بالنسبة الى تركيا، وشدد على أن انقرة لن تسمح بأي حل يعود بالقبارصة الأتراك الى وضع الأقلية في الجزيرة أو يضعهم تحت حكم القبارصة اليونانيين. وأشار البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع المجلس الى دعم تركيا لحل يتوصل اليه طرفا النزاع القبرصي، مشيراً الى ان المجلس ناقش ايضاً التدابير التي ستتخذها تركيا في حال ضم الاتحاد الأوروبي قبرص الى عضويته متخذاً من القبارصة اليونانيين ممثلاً رسمياً ووحيداً عن الجزيرة. ومن جهة اخرى، حقق الطرفان التركي والأوروبي تقدماً في ما يتعلق بإنشاء قوة تدخل سريع اوروبية تستفيد من قدرات الناتو العسكرية وتضم الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقالت مصادر عسكرية تركية ان الاجتماع الذي عقد في انقرة الاثنين الماضي بين وفود من الاتحاد الأوروبي والناتو وتركيا اسفر عن تقدم وإن لم يفض الى اتفاق. وأوضحت ان الجانب الأوروبي وافق على طلب تركيا بألا تتدخل قوة التدخل السريع الأوروبية في اي خلاف ينشب بين دولتين في حلف الناتو في اشارة الى الخلافات التركية اليونانية والمسألة القبرصية. إلا ان المحادثات ستستمر لمناقشة طلب تركيا المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوة الأوروبية في القوقاز والبلقان.