نفت الحكومة الألمانية وقيادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي امس، ما نشرته صحيفة"برلينر تسايتونغ"نقلاً عن"مصادر داخلية"ان يكون المستشار غيرهارد شرودر يفكر في تقديم استقالته يوم الاثنين المقبل وهو يوم عطلة رسمية لمناسبة عيد الوحدة الألمانية. وذكرت الصحيفة ان شرودر يريد بعد انتهاء الانتخابات النيابية التي تأجلت في دريسدن بسبب وفاة مرشحة فيها، تقديم استقالته ليفسح في المجال امام تشكيل حكومة"تحالف كبير"بين حزبه وحزبي الاتحاد المسيحي بزعامة انغيلا مركل التي تتمسك بحقها في تولي منصب المستشار. وأضافت الصحيفة ان عيد الوحدة"يوم مناسب لكي يعلن شرودر تخليه عن مطلب البقاء مستشاراً للبلاد". لكن ناطقة باسم الحكومة نفت الكلام نفياً قاطعاً واعتبرته"مجرد هراء". ورفض وزير الاقتصاد والعمل فولفغانغ كليمنت العضو في قيادة الحزب الاشتراكي الكلام على وجود"طموحات شخصية"لشرودر تدفع به الى عرقلة تشكيل حكومة التحالف الكبير. وقال ان امر جلاء مسألة من هو الأحق في منصب المستشار"ليس مسألة وجهة نظر شرودر الشخصية، بل هي قضية تتعلق بمن هو قادر على تحمل مسؤولية الحكومة وتوزيع الحكم في ألمانيا". وأضاف:"انا اتحدث من الداخل لا من الخارج". وبموازاة الخبر المنشور صرح نائب رئيس الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي ميشائيل غلوس انه ينتظر"ان يُقدم المستشار على الاستقالة بعد اذاعة نتائج انتخابات دائرة دريسدن التي ستجلي الوضع ويعترف بحق مركل في المستشارية". في غضون ذلك، انتقد وزير الدفاع المسيحي السابق فولكر رويه اسلوب قيادة مركل قبل الانتخابات وبعدها. وقال لصحيفة"هاندلسبلات"امس ان"قوة الاشتراكيين والمسيحيين متساوية"، ولا بد من التعامل مع الحزب الاشتراكي بتقدير"وإعطائه حق المشاركة في اختيار المستشار القادم بعدما رفض عن وعي اقامة تحالف حكومي مع حزب اليسار والخضر"يحقق له غالبية عددية في البرلمان. وانتقدت قيادة الحزب الديموقراطي المسيحي بشدة كلام رويه. وتشهد دريسدن حالياً هجوماً انتخابياً كبيراً من جانب قادة الأحزاب المختلفة لحض المناصرين على المشاركة بكثافة في يوم الاقتراع الأحد المقبل، اذ يبلغ عدد الناخبين نحو 220 ألفاً. ولم تحسم الاستطلاعات الأخيرة التي جرت الجهة التي ستفوز، كما ان من غير المتوقع حدوث تغيير جذري في النتائج العامة. والمرجح هو إما ان يفوز الاتحاد المسيحي بمقعد اضافي ليصبح الفارق مع الاشتراكيين 4 مقاعد نيابية فتقوى بالتالي حجة مركل، او يفوز الحزب الاشتراكي بمقعد اضافي وتقوى معه حجة المستشار وحزبه بعدما يصبح الفارق مقعدين فقط.