أدى فوز الحزب الديموقراطي المسيحي بمقعد اضافي في البرلمان الاتحادي في دريسدن أول من امس الاحد، الى احراج المستشار غيرهارد شرودر وزعزعة موقف الحزب الاشتراكي الديموقراطي الداعم له للبقاء في منصبه لولاية جديدة. وفي الوقت نفسه زادت حدة اصوات قادة الاتحاد المسيحي المطالبة بأن يقر الاشتراكيون بأحقية منافسته المسيحية آنغيلا مركل في ان تكون المستشارة القادمة للبلاد التي سيكون على عاتقها تشكيل الحكومة الجديدة. وجددت القيادة المسيحية امس، عزمها على التحالف مع الاشتراكيين والاتفاق في اسرع وقت ممكن على برنامج حكومي مشترك للسنوات الاربع المقبلة. ولم يعلق المستشار شرودر على نتيجة الدائرة الاولى في دريسدن وعلاقتها بمستقبله السياسي، فيما اعرب رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتيفيرينغ عن استعداد حزبه لحل الصراع القائم مع الاتحاد المسيحي بشأن من سيشكل الحكومة المقبلة. وقال في حديث مع القناة التلفزيونية الثانية زد دي إف:"نحن مع ان يبقى غيرهارد شرودر مستشاراً، ولكن سيكون علينا ان نتباحث في المفاوضات الجارية مع المسيحيين حول مجمل التركيبة الحكومية". واضاف انه يريد حل مسألة المستشارية خلال مفاوضات التحالف التي ستستأنف غداً الاربعاء مضيفاً ان"من الممكن حلها في مرحلة مبكرة منها ايضاً". وكان شرودر والحزب الاشتراكي يصران قبل ذلك على حل الخلاف على منصب المستشار في نهاية المفاوضات، الامر الذي رفضه المسيحيون وأصروا على حسم المسألة في بدايتها. ويعتبر تصريح مونتيفيرينغ متمايزاً عن رد فعله الاول ليل الاحد، الذي كرر فيه ان حزبه حصل في دريسدن ايضاً على اكثرية الاصوات على رغم فوز المرشح المسيحي بالمقعد من طريق الانتخاب المباشر، الامر الذي لا يبرر عدم استمرار التمسك بشرودر مستشاراً جديداً للبلاد. ومن غير المستبعد ان يكون مونتيفيرينغ نسق تصريحه الثاني مباشرة مع غيرهارد شرودر. ولذا يتوقع مراقبون ان تطوى قريباً جداً صفحة المستشار شرودر التي استمرت سبع سنوات من دون القدرة على التكهن بالخطوة التالية التي سيتخذها وما اذا كان سيتخلى فعلاً عن العمل السياسي. واعلنت مركل في تعقيب لها على نتيجة دريسدن ان فوز مرشح حزبها"يشكل نتيجة جيدة جداً للاتحاد المسيحي الذي اصبح يتقدم اربعة مقاعد على الحزب الاشتراكي الديموقراطي 226-222". واضافت انها تعتمد الآن على القوى العقلانية في الحزب الاشتراكي لكي تسلك الامور مسلكاً عقلانياً في دعوة غير مباشرة منها للتراجع عن التمسك بشرودر. اما الامين العام للحزب الديموقراطي المسيحي فولفغانغ كاودر، فكان اوضح من رئيسته قائلاً ان دريسدن"تمثل اشارة واضحة لشرودر للاستقالة من منصبه وفتح الطريق امام مركل". وبحسب النتائج شبه النهائية التي اذاعتها اللجنة المشرفة على الانتخابات في دريسدن، حصل مرشح الحزب الديموقراطي المسيحي على 37 في المئة من الاصوات المخصصة للصوت الاول للناخبين، فيما حصلت منافسته من الحزب الاشتراكي الديموقراطي على 32.1 في المئة ومرشح حزب اليسار على 19.2 في المئة.