سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يشبه كارثة كاترينا بأسوأ سلاح ذري ويعترف بأن مستوى استجابة إدارته لم يكن مقبولاً . نيو أورلينز تبدو مثل بغداد غداة سقوطها وعشرة آلاف قتيل في ولاية لويزيانا وحدها
أمر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بإرسال عشرات الآلاف من قوات الحرس الوطني إلى نيو أورلينز, في ضوء انفلات الوضع الأمني في المدينة المنكوبة ب"تسونامي كاترينا"، فيما ركزت قوات الأمن وعناصر الإغاثة على عمليات الإنقاذ وإخلاء"اللاجئين"إلى مدن قريبة. وشبّه مراقبون انهيار النظام والقانون في المدينة، بالوضع في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين. راجع ص8 وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي ديفيد فيتران إن عدد ضحايا اعصار كاترينا قد يتجاوز العشرة آلاف قتيل في ولاية لويزيانا وحدها، فيما انتقل بوش بنفسه الى موقع الكارثة ليطمئن سكان المنطقة المنكوبة باستجابته السريعة والحاسمة للسيطرة على الوضع الأمني ومعالجة الكارثة الإنسانية بأسرع ما يمكن. وأعلن عن مساعدات عاجلة بقيمة 10.5 بليون دولار كخطوة أولى إلى جانب نشر قوات الحرس الوطني, التي كان جزء منها خدم في العراق. واعترف الرئيس الأميركي لدى وصوله إلى مقر العمليات بأن"المهمة صعبة, لكننا سننفذها، وإن كانت هناك أخطاء، فسنصححها... لدينا مسؤوليات لإنهاء هذه الفوضى". وتعهّد بوش"إعادة بناء"نيو أورليانز في ولاية لويزيانا، والمناطق المنكوبة الأخرى في ساحل خليج المكسيك, بما فيها المناطق المتضررة في ولايات ميسيسيبي وألاباما وفلوريدا. وأكد بوش التزامه الحزم في مواجهة انفلات الوضع الأمني في نيو أورليانز التي غرق نحو 80 في المئة منها تحت مياه الفيضانات التي رافقت كاترينا. وقال مخاطباً الأميركيين:"هذا وقت العطف على مواطنيكم وإظهار الحب لجيرانكم كما تحبون أنفسكم". وقال إن الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش الأب يقومان بدور كبير لضمان جمع المساعدات والدعم من القطاع الخاص لضحايا الإعصار، داعياً الأميركيين إلى التبرع للصليب الأحمر و"جيش الإنقاذ". ووصف منظر المناطق المنكوبة كما شاهدها من طائرته وكأنها"ضربت وتم محوها بأسوأ سلاح يمكن تخيله"، ربما في إشارة إلى ما يشبه مدينة هيروشيما اليابانية بعد قصفها بالقنبلة النووية. ووصل امس، سبعة آلاف من قوات الحرس الوطني من اصل 40 الفاً تم اتخاذ قرار بإرسالهم الى المنطقة المنكوبة، كما ارسلت آلاف الاطنان من المواد الغذائية ومياه الشرب للمساهمة في اعمال الإغاثة وضبط الامن وأعمال العنف التي انتشرت وبخاصة في مدينة نيو أورلينز. وجاء توجه بوش إلى موقع الكارثة بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من رئيس بلدية نيو أورلينز الذي قال إن السلطات الفيديرالية أخفقت في تقديم الإغاثة، مشيراً إلى أن"الناس تركت لتموت في الشوارع بسبب نقص الطعام والماء والدواء". واستجاب الرئيس فوراً بإعلانه صباح أمس، أن"مستوى الاستجابة ليس مقبولاً"، وتعهد دعم جهود الإغاثة وأعلن قراره زيارة المنطقة. وقالت حاكمة لويزيانا كاثلين بابينو بلانكو ان حصيلة الضحايا من اعصار كاترينا وما اعقبه ستكون بالآلاف بحسب تقارير حصلت عليها من مسؤولين في الولاية.