مع تواصل انتشال كل جثث ضحايا الاعصار كاترينا والدمار الهائل الذي لحق بمدينة نيو أورلينز, بدت بعض بوادر الامل في المدينة شبه الخاوية وحولها أمس, فيما عاد الرئيس جورج بوش الذي وجهت انتقادات لاسلوب ادارته في مواجهة الاعصار للعودة الى المنطقة المنكوبة في زيارة ثالثة اطول من سابقتيها. وكان مقرراً أن يمضي بوش ليل الاحد - الاثنين في المنطقة ويزور لويزيانا وميسيسيبي. واعلن سلاح المهندسين في الجيش انباء سارة عندما ذكر أن التخلص من المياه التي اغرقت المدينة سيحتاج لفترة أقل مما سبق تقديره, وهي 40 يوماً بدلاً من 80. وتستخدم 47 مضخة لسحب المياه التي اختلطت بمواد سامة مثل الكيماويات والبنزين ومخلفات الصرف من المدينة التاريخية الخفيضة عن مستوى سطح البحر. ويبدأ مطار لوي آرمسترونغ الدولي في نيو اورلينز في استقبال طائرات الركاب اعتباراً من غد الثلثاء. وقال مسؤولون في منطقة بلاكيماينز الواقعة جنوبالمدينة انهم سيلغون امر الاخلاء الاجباري في بعض المناطق. يضاف ذلك الى ان ما تنبأ به بعض المسؤولين من ان عدد القتلى بسبب الاعصار يصل الى عدة آلاف, اتضح انه غير صحيح. وقالت كاثلين بلانكو حاكمة ولاية لويزيانا:"سنكون على ما يرام... ارى بوادر أمل حولنا. الاضواء تعود والعمل يجري في كل مكان". وفي لويزيانا بلغ العدد الرسمي للقتلى 154, فيما تأكدت وفاة 211 شخصاً في ميسيسيبي التي اصابتها اضرار بالغة ايضاً بسبب الاعصار. كما لقي عدد اقل كثيراً من الافراد حتفهم في كل من آلاباما وفلوريدا. الاعصار اوفيليا في غضون ذلك, أصدرت السلطات تحذيراً إلى المناطق الجنوبيةالشرقية من الساحل الاميركي في الوقت الذي كانت تحوم فيه عاصفة محملة بالرياح الشديدة بلغت سرعتها 130 كيلومتراً تقريباً في المحيط الاطلسي. وجاء في نشرة صادرة عن المركز الوطني للاعاصير أن الاعصار"أوفيليا"يتحرك ببطء صوب الشمال, وأنه تركز عند مسافة تبعد أكثر من 300 كيلومتر قبالة سواحل كارولينا. الالمان على صعيد آخر, أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الالمان 54 في المئة ترفض التبرع لضحايا الإعصار كاترينا, سواء بالاموال أو بالمواد العينية في الوقت الذي أعربت فيه نسبة 39 في المئة عن استعدادها للتبرع. ويأتي ذلك, علماً أن المعروف أن الالمان شعب محب للتبرع وتصل نسبة المتبرعين فيه الى 76 في المئة سواء لضحايا الكوارث أو الحروب. وعزا الناطق باسم الصليب الاحمر الالماني تحفظ الالمان في التبرع, الى الرفاهية التي تعيشها أميركا, إضافة إلى الاخبار المتوالية عن عمليات النهب والسرقة وإخفاق السلطات في مواجهة آثار الكارثة. "ملاكان"من فلسطين وفي نيو أورلينز أ ف ب, يتجول"ملاكان"من فلسطين في شوارع المدينة المنكوبة برك من المياه الآسنة واكوام الاسلاك الكهربائية وانقاض المنازل المدمرة, يوزعان الماء البارد وقطع البيتزا الساخنة على الجنود ورجال الشرطة المرهقين. ويجوب محمد كوران وعبد البدر الملقبان باسم مايك والعم سام, شوارع المدينة بعربة آيس كريم. وحرص الاثنان على القيام بهذه المهمة منذ اليوم الاول من اجتياح الاعصار المدينة, وهما يتحديان المخاطر والاهوال لمد يد العون والرحمة لمن يحتاجها في محاولة تندرج ضمن الجهود البطولية التي يقوم بها القليل من الناس. ويوضح كوران انه يقوم بالمهمة:"لانني اريد ان يعلم الاميركيون ان الفلسطينيين ليسوا ارهابيين". وكوران هو من سكان نيو اورلينز لكنه يتحدر من مدينة رام الله في الضفة الغربية التي يفهم سكانها جيداً مشاعر من اصبحوا لاجئين داخل بلدهم لانهم مروا بالمحنة نفسها. وقال كوران وقد علت وجهه المرهق ابتسامة حزينة:"نحن نعيش في هذا البلد ونريد ان نكون جزءاً منه". ويقول كيفين فولي من الحرس الوطني في آوكلاهوما وهو يسلم البيتزا الى جنوده المرهقين:"هذان الشخصان عظيمان, وسنحافظ على الامن في الشوارع لاجلهما. وبالطبع نحن نقدر ما يفعلانه من اجلنا". وهب رئيس مجلس بلدية مدينة نيو أورلينز أوليفر توماس يخاطب الفلسطينيين بالقول"انتما ملاكان", وقد فتح ذراعيه لتلقي الطعام الطيب الذي حملته الشاحنة.