أكّدت هيئة الإغاثة في جنوبالولاياتالمتحدة أن حصيلة ضحايا الإعصار كاترينا أقل بكثير من التقديرات الأولية في المنطقة المنكوبة التي زارها الرئيس جورج بوش للمرة الثالثة. وبدأت زيارة بوش للمنطقة أول من أمس، في الذكرى الرابعة لاعتداءات الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، وأقيمت مراسم لهذه المناسبة. وقضى بوش الليلة على حاملة طائرات ترابط قبالة مدينة نيو اورلينز. وزار أمس مدينة غلفبورت في ولاية ميسيسيبي المجاورة التي أصيب أيضاً بأضرار كبيرة. وعند وصوله إلى نيو اورلينز في ولاية لويزيانا أول من أمس، كان في استقباله عمدة المدينة راي ناغين. ثم توجه على متن مروحية إلى السفينة آيو غيما لقضاء الليل. ويأتي ذلك بينما تراجعت شعبية الرئيس الأميركي إلى أدنى مستوياتها. وأفاد استطلاع للرأي أجرته مجلة"نيوزويك"أن 38 في المئة فقط من الأميركيين يؤيدون بوش واكثر من واحد من كل شخصين 52 في المئة لا يثقون به لاتخاذ القرارات الجيدة في زمن الأزمات الداخلية أو الدولية. حصيلة الضحايا وفي جنوبالولاياتالمتحدة، أعلنت السلطات أن"عدد القتلى اقل مما كان البعض يعتقد"، على حد تعبير الاميرال في حرس الحدود تاد آلن المنسق الجديد لعمليات الإغاثة. وأضاف"بقدر ما تتراجع المياه نجد قتلى بأعداد اقل مما كان يخشى البعض"، لكنه رفض ذكر أي تقديرات. من جهته، قال المسؤول العسكري الجنرال راسل أونور إن رقم عشرة آلاف الذي ذكر الأسبوع الماضي،"طرح في لحظة انفعال كبير. نحتاج إلى أيام عدة لإنهاء عمليات البحث ونتوقع رقماً أصغر بكثير". أما الحصيلة الرسمية الموقتة للكارثة التي وقعت في 29 آب أغسطس، فبلغت 424 قتيلاً، بينهم 197 في لويزيانا و211 في ميسيسيبي و14 في فلوريدا واثنان في آلاباما. وليس بين هؤلاء أي أجنبي. وفي نيو أورلينز حيث أجبرت الفيضانات التي سببها الإعصار نحو مليون شخص على مغادرة منازلهم، ومع أن منسوب المياه بدأ يتراجع، بقي نحو خمسين في المئة من المدينة غارقاً تحت المياه. وأوضح الجنرال أونور:"هناك نور في نهاية النفق"، مشيراً إلى مستوى المياه. إلا أن الأميرال آلن اشار إلى انه"ما زالت هناك منازل في ضاحية سان برنار تغطيها المياه". وقالت كاثلين بلانكو حاكمة لويزيانا:"لم نخسر ضحايا كثيرين مثلما توقعنا على رغم أننا ما زلنا في مرحلة البحث عمن خسرناهم". أطفال بلا آباء وقال المركز القومي للأطفال المفقودين أو المستغلين أن 1600 طفل ابلغ آباؤهم انهم مفقودون أو يبحثون عن أسرهم. وجال بوش صباح أمس في مدينة نيو أورلينز للتعرف إلى الأوضاع المأسوية في شكل مباشر. وبحثاً عن ناجين أو جثث، واصلت الشرطة طوال عطلة نهاية الأسبوع عمليات التفتيش من منزل إلى منزل في نيو اورلينز التي كانت تضم 485 ألف نسمة 1.4 مليون مع ضواحيها قبل الإعصار. وأصبحت خمسة مستشفيات على الأقل تضم نحو 500 سرير عملانية في المدينة حيث وصلت باخرتان لإيواء آلاف الأشخاص الذين سيشاركون في عمليات تجفيف المياه وإعادة إعمار المدينة. من جهة أخرى، أعلن الصليب الأحمر الأميركي عن حاجته إلى أربعين ألف متطوع للمساعدة في أعمال إغاثة منكوبي الإعصار. عودة الحياة وانتشرت بوادر عودة الحياة في مدينة نيو اورلينز أمس. وبدأت السلطات الأميركية برش مبيدات الحشرات في المدينة لتجنب انتشار البعوض والذباب الناقل للأمراض. ويفترض أن ينتهي ضخ المياه في الثامن من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وتمكن صغار التجار الذين منحوا تصاريح من الشرطة، من العودة اعتباراً من يوم أمس إلى حي الأعمال المركزي، بحسب ما أعلنت الشرطة. ووجهت شركة"نورثروب غرومان"، أكبر شركات الصناعة في لويزيانا وميسيسيبي، دعوة إلى الآلاف من بناة السفن للعودة إلى العمل. وقال رئيس ميناء نيو اورلينز غاري لافارج إن الأضرار التي لحقت بالميناء ليست بالسوء الذي تخوف منه البعض. ويمرّ 20 في المئة من صادرات وواردات الولاياتالمتحدة من هذا الميناء، وهو مصدر عمل لما يصل الى مئة الف شخص في المنطقة. ومهّد الطريق لإعادة بناء قطاع من الطريق السريع رقم 10 الرابط بين الولايات وهو طريق علوي يمر فوق بحيرة بونتشارترين. وفي باتون روج عاصمة الولاية، أدى الخوف من الفوضى وأعمال العنف إلى طفرة في مبيعات الأسلحة، ولم يعد التجار قادرين على تلبية احتياجات السوق. وشهد عدد المنكوبين الذين تم إيواؤهم في مراكز بعد مرور الإعصار، تراجعاً كبيراً ليبلغ 141 الفاً مقابل 208 آلاف قبل يومين. وقال مسؤول في هذا القطاع:"انه مؤشر إيجابي جداً. بدأ الناس يجدون مساكن خاصة لهم".