قدر عمدة مدينة نيو اورليانز ان يكون مئات وربما آلاف القتلى سقطوا ضحايا الإعصار كاترينا، فيما ذكر ان 125 قتلوا في ولاية ميسيسيبي وحدها بعد غرق أكثر من تسعين في المئة من اراضيها في مياه الفيضانات، وانتشرت عمليات النهب والسرقة على نطاق واسع في المدن المنكوبة مما أصبح يطلق عليه اسم"تسونامي"الاميركية، اسوة بموجة المد التي ضربت جنوب آسيا أخر العام الماضي. راجع ص 7 وقتل أكثر من مئة شخص في مقاطعة هاريسون وحدها حيث توجد مدينتا غولفبورت وبيلوكسي الساحليتان جنوب ميسيسيبي. وفي مقاطعة هانكوك شمال شرقي نيو اورلينز في ولاية لويزيانا، قضى اكثر من 12 شخصاً، فيما قضى 12 آخرين على الأقل في أنحاء أخرى من الولاية. في موازاة ذلك، تعرضت لويزيانا لفيضان جديد نتيجة ارتفاع منسوب المياه في مدينة نيو أورلينز. ودوت صفارات الإنذار بعد اكتشاف صدع بمساحة مبنيين في سد يحجز المياه من بحيرة بونتشاتريان. وتدفقت المياه على المدينة وظل مستواها يرتفع حتى بلغ ارتفاع طابقين ووصلت الى أسطح المنازل في بعض الأماكن. وخاض اللصوص وسط السيول لنهب محال الأجهزة الإلكترونية والمتاجر الكبرى، فيما وقف عدد محدود من ضباط الشرطة مكتوفي الأيدي. وشارك سلاح المهندسين في الجيش الأميركي في التصدي لمياه الفيضانات التي غمرت المدينة. ووضعت السلطات خططاً لإجلاء آلاف السكان الذين لجأوا إلى المدينة الرياضية وملاذات أخرى في نيو أورلينز. وبدأت في تنفيذ خطة جريئة لإسقاط أجولة رملية عملاقة جواً، لسد الثغرات في نظم حماية المدينة من المياه. واختصر الرئيس الأميركي جورج بوش عطلته وعاد إلى واشنطن أمس، وعقد اجتماع عمل بمشاركة مسؤولي وزارات الأمن الداخلي والإسكان والصحة والدفاع ووكالة حماية البيئة، على أن يتفقد لاحقاً بعض المناطق المنكوبة. وأعلنت وزارة الدفاع بنتاغون عن إرسال خمس سفن وثماني فرق إنقاذ بحرية ومروحيات وطوافات ومواد إغاثة إلى المنطقة المنكوبة. وقال الناطق باسمها مايك كوتشاريك إن سفينة حربية ستحمل أربع مروحيات، فيما تنقل السفن الأخرى الأغذية والوقود والإمدادات الطبية ومواد البناء وكذلك الطوافات التي يمكن استخدامها لعمليات الإخلاء والبحث والإنقاذ. وفي الوقت ذاته تم ارسال فرق قوارب سريعة للإنقاذ تتكون من 14 شخصاً من كاليفورنيا الى لويزيانا على متن طائرات شحن تابعة للقوات الجوية. وأقام البنتاغون قيادة خاصة في معسكر"كامب شيلبي"في الميسيسبي لتنسيق عمليات الإغاثة العسكرية التي يقودها الجنرال رسل هونور. وشبه الناطق باسم بيلوكسي فينسنت كريل الإعصار كاترينا بأمواج المد العاتية"تسونامي". وأعلن حاكم ولاية ميسيسبي هالي باربور ان 90 في المئة من المباني في المنطقة الساحلية الأكثر تضرراً ما بين الشاطئ والسكة الحديد"اختفت تماماً". واضاف أن"الأمر يفوق الوصف". واوضح ان فرق البحث والإنقاذ تمكنت من دخول المناطق المدمرة عبر تلال من الانقاض كما أمكن ادخال الامدادات الطارئة اليها. غير انه قال ان هناك حاجة للمزيد. من جهته، أعلن عمدة نيو اورلينز راي ناغين ان سكان المدينة لن يستطيعوا العودة إليها قبل ثلاثة إلى أربعة اشهر، بعدما غمرت المياه 80 في بالمئة منها بسبب الإعصار. وخفضت أسعار الخام الأميركي الخفيف لفترة وجيزة عن 69 دولاراً للبرميل في المعاملات الآجلة أمس، بعدما قالت وزارة الطاقة الأميركية إنها ستستخدم الاحتياط النفطي الاستراتيجي في تعويض خسائر إنتاج النفط ووارداته بسبب الإعصار. وأعربت فرنسا عن تضامنها مع الشعب الأميركي، في حين عرضت روسيا إرسال فرق إغاثة إلى الولاياتالمتحدة لمساعدة ضحايا الإعصار.