خلّف إعصار كاترينا 68 قتيلاً على الأقل في الولاياتالمتحدة، 55 منهم في ولاية ميسيسيبي وحدها، 30 من بينهم قضوا في مجمع سكني في بلوكسي. وهو رقم مرشح إلى التصاعد مع تمشيط فرق الإنقاذ المنطقة المنكوبة، بعدما ضربها أحد أكثر الأعاصير قوة خلال نصف قرن. غير أن تقارير رعلامية تحدثت عن 80 قتيلاً في ميسيسيبي وحدها. وذكرت شركات المرافق أن الإعصار قطع الكهرباء عن نحو 1.3 مليون شخص في لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا. واجتاح الإعصار كاترينا ساحل الخليج الأميركي أول من أمس، وحاصر المواطنين على أسطح المباني، وعصف بمدينة نيو أورلينز الأثرية برياح بلغت سرعتها 160 كيلومتراً في الساعة. وفي ميسيسيبي، أغرق الإعصار المنتجعات والأراضي المنخفضة، وجرف الزوارق إلى الطريق الساحلي الرئيسي واجتاح نوادي الميسر المطلة على الساحل. وأغلقت لجنة نوادي الميسر 17 نادياً ويواجه القطاع خسائر في الإيرادات بالملايين كل يوم. وبحلول الليل، تحولت غلفبورت إلى حال من الفوضى العارمة وتناثرت في كل الأنحاء الألواح المعدنية والأشجار المقتلعة. ويعد الإعصار كاترينا أشد العواصف ضرراً في تاريخ الولاياتالمتحدة، إذ كلّف شركات التأمين ما يصل إلى 26 بليون دولار. وعلى رغم أن رجال الإنقاذ لم يصلوا بعد إلى مناطق عدة ضربها الإعصار في ميسيسيبي، فإن حاكم الولاية هالي باربور، قال إن الأضرار"لا سابق لها"وأنه يتوقع أن يصل الدمار إلى مستويات"كارثية". ووعد الرئيس الأميركي جورج بوش بتقديم مساعدة من الحكومة الفيديرالية للمنكوبين وحضهم على احترام تعليمات السلطات. وقال الناطق باسم مقاطعة هاريسون جيم بولارد إن 30 شخصاً قضوا في مجمع شقق واحد في مدينة بلاسكي حيث غرقوا أو سحقهم الدمار. وأوضح المصدر نفسه أن سقوط الأشجار تسبب ب 24 حالة وفاة أخرى في ولاية ميسيسيبي. وتوقع مدير وكالة إدارة الطوارئ في مقاطعة هاريسون جو سبراغينز العثور على مزيد من الجثث. أما مدينة نيو أورلينز الواقعة تحت مستوى البحر والتي كانت تخشى منذ وقت طويل دماراً مأسوياً من إعصار شديد، فضرب الإعصار أطرافها قبل أن يحوّل مساره في اللحظات الأخيرة مرسلاً سيوله الجارفة نحو ميسيسبي. وتراجعت سرعة الرياح عندما وصل الإعصار إلى السواحل عند الفجر وحوّل مساره شرقاً، ما حمى المدينة من أضرار أكبر إذ تماسكت نظم حواجز المياه في نهر الميسيسيبي وبحيرة بونتشارترين. وألقت الرياح الهادرة بالأنقاض في الهواء، وأطاحت النوافذ في الفنادق العالية، ومزقت سقف ملعب لويزيانا الرياضي الذي لجأ إليه عشرة آلاف شخص. وأكدت حاكمة ولاية لويزيانا كاثلين بلانكو أن اللاجئين نقلوا إلى أماكن جافة في الملعب. وأضافت أن أكثر من مئة شخص تقطعت بهم السبل فوق أسطح المباني، وأن عمال الإنقاذ عرقلتهم الرياح الشديدة. وحضت السكان على أن يبقوا حيث طلبوا اللجوء، لأن الطرق غمرتها المياه وسدتها الأشجار المتساقطة. كما تعطلت خطوط الكهرباء والهاتف. وقال مسؤولون إن نحو 20 مبنى في نيو أورلينز انهارت أو أصبحت عرضة للانهيار. وانحلّت منصة حفر نفطية من مراسيها في خليج موبايل في ولاية ألاباما واصطدمت بجسر. وانطلق حفاران نفطيان على الأقل من وثاقهما في خليج المكسيك حيث عصف كاترينا بحقول النفط والغاز البحرية. من جهته، أعلن رئيس بلدية نيو اورليانز راي ناغين أن"جثثاً عدة كانت تطفو على سطح المياه"في الأقسام التي ضربتها الفيضانات من المدينة. وفي الحي القديم في المدينة الذي يعرف أيضاً باسم الحي الفرنسي، كانت الشوارع مملوءة بالزجاج المحطم والقرميد والسيارات المقلوبة والأشجار المقتلعة.