نجحت روسيا والصين ومن يؤيدهما من الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذين تربطهم علاقات تجارية مع إيران، في احباط محاولات الولاياتالمتحدة والثلاثي الأوروبي المفاوض مع طهران، احالة الملف الايراني إلى مجلس الأمن تمهيداً لفرض عقوبات عليها. وفي ضوء ذلك ارجئ اجتماع المجلس للمرة الثانية هذا الاسبوع، الى اليوم. راجع ص7 ويأتي ذلك بعدما هددت طهران بوقف السماح للمراقبين الدوليين بالقيام بعمليات تفتيش معمقة في منشآتها النووية، في حال تبنت الوكالة قراراً يحدد مهلة قصوى أو آلية لإحالة ملفها الى مجلس الأمن. وأفاد ديبلوماسي قريب من الوكالة أن مجلس محافظيها أرجأ مداولاته 24 ساعة اضافية إلى اليوم، للنظر في مشروعي قرار أوروبيين لايجاد مخرج للازمة مقبول لدى الروس والصينيين وكتلة عدم الانحياز. ويتضمن احد المشروعين إشارة إلى إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، فيما حذفت الإشارة من الثاني. غير أن كلاهما يتهم إيران ب"عدم احترام"واجباتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية. وكانت المعارضة الإيرانية في المنفى دعت بدورها إلى إحالة الملف الإيراني الى مجلس الأمن بحجة أن إيران"على وشك"صناعة سلاح ذري. ورحّبت إيران بالتأجيل فيما استعرضت ستة من صواريخها البعيدة المدى من طراز"شهاب 3"كتبت عليها شعارات معادية للولايات المتحدة ولإسرائيل، ما أثار غضب الديبلوماسيين الأوروبيين الحاضرين ودفعهم إلى مغادرة العرض العسكري. وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد في خطاب ألقاه على هامش الاستعراض:"قلنا دوماً أننا نريد علاقات ودية مع الدول الأخرى. لكن هؤلاء الذين قرروا إساءة استخدام شرف وكرامة أمتنا ويريدون اختبار ما جرى اختباره في الماضي، يجب أن يعلموا أن نيران غضب الأمة ملتهبة للغاية ومدمرة". وقال احمدي نجاد خلال الاستعراض الذي جرى أمام ضريح الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في جنوبطهران:"نريد أن يكون الخليج الفارسي خليج الصداقة والمساواة". وأضاف:"إذا كان البعض يريدون معاودة تجربة الماضي، فإن جام غضب الأمة الإيرانية سيكون مدمراً ولاهباً. وسنعتمد على الشعب وعلى قواتنا المسلحة لجعل العدو يندم عن عمله". وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية"مهيأة للدفاع عن البلاد"، داعياً إلى تطوير"الصناعات العسكرية واستخدام التكونولوجيات المتطورة". ويتوقع أن يتوجه المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي إلى طهران قريباً تلبيةً لدعوة من الحكومة الإيرانية الجديدة لمناقشة سبل استمرار التعاون بين الجانبين. وأعرب مندوب إيران لدى الوكالة محمد مهدي أخونزاده عن ثقته بأن هذه الزيارة ستفتح الباب أمام أفق جديد من التعاون بين الطرفين، في إشارة إلى استمرار إيران في تعليق عملية تخصيب اليورانيوم مع إصرارها على مواصلة عملية التحويل. كما أكد رغبة بلاده في استئناف المفاوضات مع الوكالة. وفي باريس، علق وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي على كلام وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم عن معلومات لدى اسرائيل تشير الى ان ايران قادرة على تطوير قنبلة ذرية في غضون ستة أشهر، بالقول ان أمر تقدير ذلك يعود الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واضاف دوست بلازي الذي تحدث خلال غداء أقامته جمعية الصحافة الديبلوماسية في باريس، ان وحدة الأسرة الدولية تجاه ضرورة وقف ايران لبرنامجها النووي"اساسية"، وان فرنسا مؤمنة بالديبلوماسية المتعددة الأطراف. وتابع انه"اذا لم يعد الايرانيون عن قرارهم وإذا رأت وكالة الطاقة ان ايران مصرّة على موقفها، فعندها يكون من الطبيعي ان تقدم الى مجلس الأمن تقريراً عن الموضوع".