استغل قادة شمال السودان وجنوبه مناسبة دفن نائب نائب الرئيس جون قرنق في مدينة جوبا، عاصمة الجنوب، أمس لتأكيد التزامهم الوحدة الوطنية واستكمال تنفيذ اتفاق السلام. وفي حين تعهد الرئيس عمر البشير تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعه مع قرنق مطلع هذه السنة في نيروبي"حرفاً حرفاً"، أكد سالفا كير، الزعيم الجديد للجنوبيين، التزامه الوحدة الطوعية للسودان، في رد غير مباشر على منتقديه القائلين بأنه يرغب في انفصال الجنوب عن الشمال. وشارك أمس في وداع قرنق أكثر من مئة الف شخص في مراسم حزينة تخللتها مشاهد بكاء وعويل مؤثرة من مناصري الزعيم الراحل ومحبيه. وكان لافتاً غياب الرئيس الأوغندي يويري موسفيني الذي كان وصل الجمعة الى جنوب السودان واطلق تصريحات لم ترق للحكومة في شأن إمكان ان لا يكون تحطم طائرة قرنق السبت الماضي نتج عن حادث. كما لم تحصل اسمرا على إذن من الخرطوم للسماح لطائرة الرئيس الاريتري أسياس افورقي بعبور الاجواء السودانية الى جوبا، مما منعه من المشاركة في دفن صديقه الراحل. ويُتوقع ان يتم تنصيب سالفا كير خلال يومين في منصبه الجديد نائباً لرئيس الجمهورية. وتعهد الرئيس البشير في خطاب القاه أمام المشاركين في الجنازة:"نقول لسالفا كير اننا سنضع يدنا في يديه لتطبيق اتفاق السلام حرفاً حرفاً وهذه شهادتنا امامكم". واضاف:"لقد فقدنا قائداً عظيماً وخسرنا قائداً كنا نتمناه معنا في مستقبلنا". وتعهد البشير رعاية أسرة قرنق وابنائه لأن اباهم لم يجد وقتاً لرعايتهم وكرس نفسه لقضية الجنوب التي حمل من أجلها السلاح على مدى 21 عاماً. وأكد سالفا كير، من جهته، انه سيمضي علي طريق سلفه قرنق ويكمل مسيرته في السلام. ودعت ريبيكا، أرملة جون قرنق، الشعب السوداني الى التمسك بالوحده التي ناضل من أجلها قرنق.