جوبا (السودان) - أ ف ب - يحظى سلفاكير ميارديت الذي يتميّز بلحيته السوداء وقبعته التي تشبه قبعة رعاة البقر الأميركيين، بالاحترام لتاريخه العسكري إضافة إلى التزامه المسيحي، مع انه يفتقد إلى الكاريزما على رأس «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي قادت التمرد في جنوب السودان والذي يحلم بجعله دولة مستقلة. وسلفاكير هو المرشح الأوفر حظاً لمنصب رئيس حكومة جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي والذي يضم أكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة سيقررون في استفتاء في 2011 في شأن بقائهم ضمن السودان الواحد أو الانفصال والاستقلال. والزعيم الجنوبي المرتفع الهامة الذي يحرص كل أحد على إلقاء عظة في كاتدرائية جوبا، عاصمة جنوب السودان، يعتبر من المدافعين المتحمسين عن استقلال جنوب السودان خلافاً للزعيم التاريخي للتمرد الجنوبي جون قرنق الذي كان يدعو الى الوحدة في اطار الفيديرالية ويتبنى خطاباً علمانياً ديموقراطياً. أسس «سالفا»، كما يسميه السودانيون، في 1983 مع جون قرنق جيش/الحركة الشعبية لتحرير السودان التي قادت التمرد في وجه النظام الإسلامي في الخرطوم وسياساته التي كانت تعتبر متشددة في مركزيتها. وبعد حرب أهلية استمرت 21 سنة وتسببت بمقتل مليوني شخص وتشريد اربعة ملايين، وقّع الشمال والجنوب في كانون الثاني (يناير) 2005 اتفاق سلام شاملاً ينص على تنظيم انتخابات وطنية هي الانتخابات المقررة بين 11 و13 نيسان (ابريل) الجاري، واستفتاء حول تقرير المصير في 2011. وبعد بضعة اشهر بالكاد على نهاية الحرب، قضى جون قرنق نحبه في 31 تموز (يوليو) 2005 في حادث سقوط مروحيته لدى عودته من اوغندا. وهكذا بات سلفاكير زعيم الجناحين السياسي والعسكري للحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب ونائب الرئيس السوداني. ولكن هذا العسكري المحترف الذي يفضل التحدث بالعربية الشائعة في جوبا، على التحدث بالانكليزية، يقع ضحية المقارنة بينه وبين الراحل جون قرنق، الزعيم المثقف صاحب الكاريزما الذي انطبعت صورته في ذاكرة السودانيين جنوبيين وشماليين. وخلافاً لجون قرنق، يعتبر سلفاكير مؤيداً لاستقلال الجنوب وهو مقتنع بأنه سيحقق هدفه في استفتاء كانون الثاني 2011 الذي قد يخل بالتوازن القائم في افريقيا ويغيّر الحدود الموروثة من الاستعمار. يبلغ سلفاكير من العمر 59 سنة وهو من قرية اكون ومن قبيلة دنكا، كبرى قبائل جنوب السودان، في ولاية واراب الجنوبية القريبة من الحدود مع منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. اما منافسه الوحيد على رئاسة جنوب السودان فهو لام اكول، وهو وزير خارجية سوداني سابق (2005 - 2007) والعضو السابق في حركة التمرد الجنوبية الذي عدل موقفه وبات يعتبر في بعض مناطق جنوب السودان حليفاً لنظام الخرطوم، الأمر الذي ينفيه.