طوني حنا ظاهرة في الغناء العربي. وعلى رغم غيابه عن الساحة الفنية، ما زالت اغان له مثل"جملو"،" لا عيوني غريبي"،"عالروزنا"... حاضرة بقوة على الساحة. تعود الجمهور عليها، يسمعها في المرابع او في برامج الهواة من"سوبر ستار"الى"هاي هي الغنية"، و..."ستار اكاديمي". واللافت انه على رغم كثرة الهواة الذين يؤدون اغاني طوني حنا، فهو لا يسمعهم بحسب ما روى اكثر من مرة، وليس هذا مكابرة، فهو يعيش في بيت ريفي حياة تشبه حياة النساك في قريته معاد في بلاد جبيل، لا يتابع البرامج التلفزيونية، لا يعرف من يغني من الجيل الجديد ولا يسمع الموسيقى، همه الاساسي ليس الفن بل كيف يهتم بالخضر والمزروعات، وبحصانه وطيور الحمام والدجاج فضلاً عن الكلب. طوني حنا الذي عرف بصوته الجبلي، وشاربيه المعقوفين، وظهوره على صهوة حصانه، بدأ الغناء مع السيدة فيروز في مسرحية"فخر الدين"عام 1966 بعلبك مع الفنان ملحم بركات وايلي شويري، وفيما بعد شق كل واحد منهم طريقه. قبل ان يصبح مطرباً مستقلاً، استمع كثيراً الى المغنين الغربيين. واطلق اغانيه الشهيرة"لا عيوني غريبة""يابا ياه"وهاجر الى الولاياتالمتحدة عام 1975بعد اشتعال فتيل الحرب الاهلية. في الثمانيات صور كليباته الشهيرة في هوليوود، كانت تذاع على بعض المحطات العربية ولكنها اختفت في التسعينات بعد رواج الفضائيات ومغنيات الأجساد. عاش طوني حنا في اميركا اكثر من ربع قرن، تزوج وانجب ثلاثة اولاد، هم يعيشون في اميركا بينما هو يعيش في بلدته. في تلك البلاد كان يغني للجالية العربية، كثيرون قالوا انه كان يذكرها بجدودها. فهو احيانا يظهر بالشروال او يغني المواويل التراثية المعروفة التي تعيد المرء الى الذاكرة، فضلاً عن ذلك روى في احدى مقابلاته التلفزيونية انه كان يعلم الدبكة اللبنانية للأميركيين لانهم كانوا يشعرون ببهجة عندما يشاهدونها. منذ خمس سنوات تقريبا عاد طوني حنا إلى لبنان، لم يكن هدفة إعادة الاعتبار الى اغانيه، كان همه أن يعيش في بلدته. كان عليه ان يتلقى اتصالاً من المنتج ميشال الفترياديس، ويتفق معه على مشاريع عدة. اذ أنتج له البوماً اسمه"رحلة"مع الفرقة الغجرية اليوغوسلافية، وصور كليباً في بلغراد واماكن اخرى. طوني حنا صاحب صوت مميز، يعيش حياة خاصة لا تشبه حياة الفنانين الآخرين، متنسك. يرتدي ثياباً شبيهة بثياب ألفيس بريسلي، يحتفظ بسيارته القديمة وهي"كاديلاك الدورادو"نادرة، لا يقودها كثيراً في طرق قريته، فهي كبيرة ولا تتسع لها بعض الطرق الضيقة. نسمع اغانيه كثيراً في الاذاعات والتلفزيونات بأصوات الآخرين وبصوته، انه ميزة في زمن الرداءة، لا يقدم الحفلات كما يفعل اهل الفن، في السنة الفائتة شارك في مهرجانات بعلبك في مسرحية"رحلة الاربع اغنيات"، يقدم امسيات غنائية في"الميوزك هول"بيروت. وعلى رغم تقدمه في السن، لا يزال طوني يملك كاريزما خاصة تضفي حماسة على الجمهور من اجل سماعه، صاحب"الروزنا"الذي يطرب الجمهور بشاربيه وعصاه ورقصه على المسرح.