هزّت أعمال عنف جديدة أفغانستان أمس، بعدما طالب زعيم حركة"طالبان"الفار الملا محمد عمر أنصاره بتوحيد صفوفهم في حربهم على حكومة كابول وقوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة، وذلك قبيل الانتخابات المقررة في أيلول سبتمبر المقبل. وأصيب ثلاثة من الشرطة الأفغانية بجروح خطرة عندما انفجرت قنبلة في موقعهم في العاصمة كابول، غداة مقتل جندي أميركي وإصابة ستة آخرين في هجومين في ولايتين. وأدى انفجار القنبلة الذي أصيب فيه عناصر الشرطة الثلاثة إلى إلحاق أضرار بعربة تابعة للأمم المتحدة، ولكن لم يصب أي من طاقم المنظمة الدولية بأذى. وأعلن الجيش الأميركي أن ستة من جنوده حالهم مستقرة بعدما انفجرت قنبلة زرعت على جانب الطريق مستهدفة قافلتهم أول من أمس في ولاية كونار الشرقية التي شهدت مقتل 19 جندياً أميركياًَ في اشتباكات مع مسلحين الشهر الماضي. وقال الناطق باسم طالبان عبداللطيف حكيمي إن الملا عمر أصدر في الآونة الأخيرة رسالة إلى مجلس قيادة"طالبان"من خلال إذاعة ميدانية. وقام رجل لم يكشف عن هويته بتسليم تسجيل من الرسالة المنسوبة إلى الملا عمر إلى وكالة"رويترز"للأنباء وجاء فيها:"اتحدوا ولا تتفرقوا، استمروا في جهادكم وسيكون النصر حليفكم". وصرح حكيمي أن مجلس القيادة الذي كان يضم في السابق عشرة أعضاء ضم ثمانية أعضاء جدد بناء على قرار من الملا عمر، من دون أن يكشف عن أسمائهم. وذكر أن الملا عمر طلب من مقاتلي"طالبان"عدم إزعاج المواطنين أثناء قتال القوات الحكومية والأجنبية، قائلاً:"واصلوا عملكم بهدوء". ولم يسهب الملا عمر في تفاصيل الخلافات التي أشار إليها في دعوته إلى الوحدة أو في الإشارة إلى إزعاج المواطنين. ولا يزال زعيم"طالبان"مختبئاً في مكان مجهول. وتعد رسالته واحدة من بين عدد قليل من الرسائل التي بعث بها إلى وسائل الإعلام. وأعلن الجيش الأميركي أن طائرة أميركية قصفت مواقع يشتبه في أنها تابعة للمسلحين بعد الانفجار الذي وقع في كونار، ولكن لم يعرف ما إذا كان ذلك أوقع قتلى في صفوف المسلحين. وقال إن الطائرة الأميركية قصفت أيضاً مجمعاً في هلمند حيث كان يختبئ في غالبية الظن المهاجمون الذين قتلوا الجندي الأميركي. لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. باكستان وفي باكستان، ذكرت أجهزة الأمن أمس أن ضابطين في الجيش الباكستاني أصيبا بجروح في سلسلة هجمات بالصواريخ على منشآت عسكرية في منطقة قبلية متاخمة لحدود أفغانستان. وقال مسؤول في أجهزة الأمن الباكستانية إن نحو ثلاثين صاروخاً أطلقت على أربع قواعد عسكرية تابعة للجيش في إقليم شمال وزيرستان القبلي، ما أسفر عن إصابة قائد في الجيش. وذكر المصدر ذاته أن ضابطاً آخر جرح في انفجار عبوة استهدفت سيارته بجهاز تحكم عن بعد، أثناء دورية في المنطقة ذاتها. واستهدفت سبعة صواريخ على الأقل مركزاً للجيش عند مدخل ميرانشاه كبرى مدن الإقليم، وسبعة أخرى مراكز عسكرية في قريتي سيدغاي وشوال. وتسببت صواريخ أخرى أطلقت على قاعدة رزماك العسكرية بإلحاق الضرر بمركز اتصالات من دون وقوع إصابات. وقال المسؤول إن ثلاثة مشبوهين، بينهم جريح، اعتقلوا في أعقاب رد القوات الباكستانية، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية. ويشهد اقليم شمال وزيرستان منذ اشهر عمليات للقوات الباكستانية بحثاً عن ناشطين مفترضين للقاعدة وأنصارهم المحليين.