قتل 15 قتيلا بينهم عدد كبير من الأجانب في تفجير سيارة مفخخة في الساعة السادسة من مساء أمس بالقرب من شركة (دينكوربس) الأمنية الأمريكية وسط العاصمة الأفغانية كابل، كما أعلن المسؤول في الشرطة المحلية الميجور نصر الله. وهرعت سيارات الشرطة والاسعاف وقوات الامن الى مكان وقوع الانفجار. وسبق ان تحدثت شرطة كابل عن مقتل حوالي سبعة اشخاص. كما أفاد ناطق باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي، ان سبعة اشخاص على الاقل من بينهم امريكيان وثلاثة نيباليين واثنان من الافغان أحدهما طفل، قتلوا. وقال الجيش الامريكي ان امريكيا واحدا على الاقل بين القتلى، إضافة الى موظف أفغاني في الشركة، في المعلومات الأولية، حسبما نقلت فرانس برس عن الكومندان سكوت نيلسون، موضحا أن السيارة انفجرت في الساعة 17.54. وقال اللفتنانت كولونيل باتريك بولان، ناطق القوة الدولية لإرساء الاستقرار في افغانستان (ايساف)، ان انفجارين وقعا حوالي الساعة السادسة بالقرب من الشركة المذكورة وهي تشرف على الامن الشخصي للرئيس الافغاني حميد كرزاي، مضيفا (كانت هناك قنبلتان وانفجرت واحدة منهما). وأعلنت حركة طالبان في اتصالين هاتفيين مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية، مسؤوليتها عن تفجير السيارة المفخخة. وقال المراسل التلفزيوني (تلقينا اتصالين هاتفيين من الملا جاهان والملا حكيم الناطقين باسم حركة طالبان اكدا فيهما مسؤولية الحركة عن هذا الانفجار كما اعربا عن الاسف الشديد لاصابة بعض الافغان الذين كانوا مارين بالصدفة في المكان). واضاف المراسل ان المتصلين اكدا ان (المقصود بهذا الانفجار هو القوات الاميركية وليس الافغان). وياتي الهجوم بعد ثلاثة ايام من التهديد الذي وجهته حركة طالبان في بيان الى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد وتوعدت فيه بمواصلة ما وصفته بالجهاد. وأرفق البيان الذي نشر على الإنترنت بثلاثة اشرطة للفيديو تشير خصوصا الى (خسائر القوات الباكستانية) في هجمات لعناصر طالبان. والملا عمر، زعيم حركة طالبان، مختفي عن الانظار منذ اخر عام 2001 عندما اطاحت الولاياتالمتحدة بنظامه الذي استولى على السلطة في كابل في عام 1996، وذلك بعد ان رفض تسليمها زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي يعتبر المسؤول الأول عن هجوم 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وقد أعلنت وكالة الانباء الاسلامية الأفغانية أن الانفجار القوي الذي وقع بعد ظهر أمس الأول السبت أسفر عن مقتل تسعة تلاميذ في احد المعاهد الدينية الاسلامية وإصابة آخرين في إقليم باكيتا الجنوبي الشرقي في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الامريكية مقتل زعيم أفغاني. وقال متحدث عسكري أمريكي في كابول إن القتلى شملوا أربعة أطفال وخمسة مراهقين وبالغ. وقال أسد الله وفا حاكم إقليم باكيتا إن الانفجار دبره (أعداء الشعب الأفغاني). ونفى مفتي عبد اللطيف حكيمي المتحدث باسم نظام طالبان المخلوع أن تكون لحركته أي مسئولية عن هذا الهجوم. وكانت مصادر عسكرية أمريكية قالت في بيان صدر مساء السبت أن بالغين و30 طفلا أفغانيا أصيبوا في انفجار وقع بالقرب من مدرسة منطقة زورمات في إقليم باكيتا في حوالي الساعة (1430 بتوقيت جرينتش). وفي تطور آخر، ذكرت الوكالة أن حكيمي أكد مقتل القيادي رضا خان في اشتباك استمر ساعة في إقليم زابول جنوبيأفغانستان، لكنه تعهد بأن الحركة لن تتأثر بذلك. ومازالت المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من أفغانستان تعتبر معقلا لحركة طالبان حيث يشن مسلحون انطلاقا منها هجمات تستهدف القوات الافغانية والامريكية وعمال الاغاثة وكل المؤيدين لقرضاي الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة.وتتعقب حاليا قوات التحالف بزعامة الولاياتالمتحدة والبالغ قوامها نحو 20 ألف جندي فلول نظام طالبان والموالين له من شبكة القاعدة وخاصة في جنوب وجنوب شرقي أفغا نستان.ومنذ مطلع عام 2004 قتل أكثر من 540 شخصا وأصيب أكثر من 370 في مناطق جنوب وجنوب شرقي وغربي أفغانستان. وشمل القتلى جنود أفغان وأمريكيين ومدنيين وعمال إغاثة وموالين لطالبان. وأدان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر تفجير كابل ووصفه بأنه (جريمة وحشية). وفي تصريحات له على هامش محادثاته حول الشرق الاوسط والتي أجراها في العاصمة الاردنية عمان قال فيشر (لابد من تحديد هويات مدبري الهجوم وإنزال أشد العقاب بهم). وأضاف أن هذه الهجمات استهدفت مصالح الشعب الافغاني كما استهدفت التزام المجتمع الدولي بإعادة إعمار البلاد. وفي باكستان، قال مسؤولون امس ان جنديين باكستانيين قتلا واصيب 11 آخرون في هجومين بالمنطقة القبلية في غرب البلاد حيث تلاحق قوات الامن مسلحين لهم صلة بتنظيم القاعدة. وقال مسؤول ان صاروخين اطلقا على معسكر في منطقة جنوب وزيرستان قبل فجر أمس وسقط احدهما داخل المعسكر وقتل جنديا واصاب ثمانية اخرين. ونقلت فرانس برس عن مقيمين في مدينة وانا (400 كلم جنوب غربي اسلام اباد) ان القوات الباكستانية ردت باطلاق قذائف مورتر في الاتجاه الذي اطلق منه الصاروخان.وقال مسؤولون انه في هجوم اخر فجرت قنبلة بجانب طريق بالتحكم من بعد قرب بلدة رازماك الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالي وانا مما اسفر عن مقتل جندي واصابة ثلاثة اخرين اثناء وجودهم داخل عربة عسكرية امس الاحد. وقتل أكثر من 200 شخص من بينهم جنود في عمليات عسكرية كبيرة ضد المسلحين في مارس اذار ويونيو حزيران. ويرى ضباط من المخابرات الباكستانية ان عددا كبيرا من المسلحين فروا من جنوب وزيرستان بعد العمليات ولجأوا الى المدن الكبرى.