ظل محمد أحمد ممدداً على الأرض يئن من جروح في ساقيه ووجهه في موقع انفجار فندق غزالة لساعتين، قبل أن يجد سيارة إسعاف تقله مع جثتين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي الذي اكتظت غرفه وممراته بضحايا التفجيرات الثلاث التي استهدفت المدينة صباح أول من أمس. فالمنشأة الطبية الوحيدة في المنتجع السياحي الهادئ احتاجت إلى كثير من الدعم والتعزيزات كي تتمكن من استيعاب المصابين في الحادثة غير التقليدية الذين قارب عددهم مئتين، إضافة إلى أكثر من 88 قتيلاً. وحتى بعدما نقلت سيارة الإسعاف أحمد إلى المستشفى،"بقي في أحد ممرات المستشفى في انتظار ايجاد مكان له"، حسبما قال ل"الحياة"شقيقه سعد الذي يعمل في أحد متاجر التحف في المدينة. وشكا مصابون التقتهم"الحياة"في مستشفى شرم الشيخ الدولي من جمع المصريين في عنابر مكتظة بأعداد تصل إلى ثمانية في الغرفة الواحدة، فيما يتلقى الجرحى الأجانب علاجهم في أجنحة فاخرة. وتساءل العامل في أحد فنادق شرم الشيخ أحمد صفي، فيما كان يقف إلى جوار سرير صديقه المصاب الذي دخل في غيبوبة:"هل لا بد أن نحمل جواز سفر أجنبياً ويأتي سفيرنا إلى المستشفى لنحصل على خدمة طبية محترمة؟". "المصابون المصريون قد تكون إصاباتهم أكثر خطورة من الأجانب. وعلى رغم ذلك، تركوا المصريين هنا وميّزوا الأجانب وفضلوهم علينا ... ألا يكفي أننا فقدنا موارد أرزاقنا وقضت التفجيرات على مستقبلنا"، كما يقول محمد صديق الذي خرج من المستشفى سريعاً بعد تعافيه من كدمات أصيب بها في انفجار موقف سيارات الأجرة. ونقلت مصر أصحاب الحالات الحرجة في طائرات طبية مجهزة إلى مستشفيات المعادي والحلمية التابعتين للقوات المسلحة، لكن غالبية هذه الحالات كانت من الأجانب. ولم يتمكن أقارب المصابين وأصدقائهم من الاطمئنان اليهم بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي فُرضت على المستشفى والمنطقة حولها، حتى ساعة مبكرة من صباح أمس حين سُمح لهم بالدخول. "قال رجال الأمن لن يسمح لكم بالدخول الآن. عودوا من حيث أتيتم. لا فائدة من الانتظار"، يقول ل"الحياة"صاحب أحد مراكز الغطس في المدينة يحيى خطاب الذي ذهب إلى المستشفى للاطمئنان الى صديق له كان في موقع انفجار السوق القديمة.