جالت «الرياض» في عدد من المستشفيات الأردنية والتقت عددا من الذين أصيبوا في التفجيرات الارهابية في العاصمة الأردنية بعمان ووقفت على آرائهم ومشاعرهم. وقال المصاب العراقي الدكتور ظافر سلمان اخصائي الجراحة العامة الذي كان يحضر المؤتمر الطبي العربي المنعقد في فندق حياة عمان والذي نقل الى المستشفى التخصصي بعمان بعد إجراء الإسعافات الأولية اللازمة له: «انه وفي تمام الساعة التاسعة وبينما كان كافة المشاركين في المؤتمر وعددهم (80) مشاركا من مختلف الدول العربية حصل انفجار في صالة المطعم، ولم يتمكن احد من معرفة المتسبب في الانفجار». وأضاف «أن عددا كبير من الأطباء المشاركين أصيبوا بجروح خطيرة». وقال المصاب محمد صالح وهو أردني الجنسية والذي كان يشرف على إقامة حفل زفاف لعروسين انه وبينما كنت أقف على باب قاعة الأفراح في فندق «راديسون ساس» وقع فجأة انفجار كبير داخل القاعة التي ضمت بداخلها حوالي (300) شخص اغلبهم من النساء. وأضاف: «لقد شاهدت الدماء وسط القاعة ووقع العديد من الجرحى والقتلى الذين تحولوا إلى أشلاء مشددا على أن سبب الانفجار عملية انتحارية مشيرا إلى أن الانفجار كان هائلا أدى إلى تحطيم الزجاج لجميع الصالات المحاذية لقاعة الاحتفال. وبيّن أن عددا من الأجانب كانوا يجتمعون في قاعة مجاورة لقاعة الأفراح، وقد أصيب معي ابن أخي صلاح الذي كان حاضرا في الحفلة. وفي ساحة المستشفى التخصصي كانت سيارات الإسعاف تنقل الوفيات والجرحى حيث قامت الطواقم الطبية قد استعدت فور إعلان النبأ عن حدوث الانفجار بتجهيز غرف العمليات واستدعاء الاطباء والممرضين. وقد نقلت سيارات الاسعاف التابعة للسلطات الأردنية أمام ناظري (5) وفيات منها جثث لاشخاص كانت مجهولة الهوية «اشلاء» وعرف من المتوفين (مصعب احمد خورما) مدير احد البنوك التجارية وأحد المقربين من «الدكتور طاهر المصري» الذي شوهد في قسم الطوارئ في المستشفى التخصصي. ووسط بكاء السيدات في ساحة المستشفى كانت سيارات الاسعاف تنقل المزيد من القتلى والجرحى والجميع في ذهول تام في حين كان عدد من المواطنين تائهين يبحثون عن اقارب لهم في المستشفيات قامت سيارات الاسعاف بنقلهم. وقال المصاب «ثائر» الذي لم يتمالك نفسة اثناء الحديث وكان مصابا بالذهول لما حصل انه كان داخل صالة في فندق «راديسون ساس» حيث حصل الانفجار الكبير وشاهد الدماء على ارضية الصالة التي تحطمت جوانبها. وقال انه: «قد تم نقل عدد من القتلى الى مستشفى التخصصي وهم مصعب احمد خزرما 30 عاما وعمر عبد اللطيف الحسين وثلاثة اشخاص لم تعرف هوياتهم وتم احضارهم بواسطة سيارات الاسعاف عبارة عن اشلاء داخل اكياس» كما تم نقل (6) اصابات الى نفس المستشفى وهم «محمد صوبان ظافر سليمان وهبي جون وايمان خالد». وفي مستشفى الاردن قال المصاب (غ. و) الذي طلب عدم الكشف عن اسمه صراحة انه كان داخل حفلة الافراح في فندق راديسون ساس لحضور حفلة زفاف احد الاصدقاء حيث وقع انفجار هائل وشاهدت عددا من الحاضرين يسقطون قتلى وعددا اخر هرب من الابواب الخارجية طلبا للنجاة في حين اصيب عدد نتيجة التدافع الذي حصل وجراء تطاير شظايا الزجاج على الحاضرين. واضاف انني لا اعلم ماجرى ووجدت نفسي داخل المستشفى وعلمت ان احد اصدقائي قد توفي في الحادث. وقالت احدى السيدات التي كانت تقف في ساحة المستشفى التخصصي انها تبحث عن طفلتها التي تبلغ من العمر (11) عاما والتي كانت ترافقها في الحفلة وانها لا تعلم عن مصيرها أي شيء وهي تبحث عنها في المستشفيات وتمكنت من الوصول الى مستشفى الاردن ولم تجدها وذهبت الى المستشفى الاسلامي ولم تجدها ايضا وتأمل ان تجدها في المستشفى التخصصي. وقال الدكتور محمد سماحة من مستشفى عمان الجراحى لقد وصل الى المستشفى 3 حالات وفيات و4 حالات جرحى اوضاعهم الصحية مختلفة. وكانت الاصابات في الدماغ والبطن والعمود الفقري اثنان من المصابين حالتهما خطرة جدا اجريت لهما الاسعافات اللازمة وهما في العناية الحثيثة. واضاف ان جميع الاصابات التي وصلت الى مستشفى عمان الجراحى كانوا من فندق حياة عمان وراديسون ساس مشيرا الى ان كافة الاصابات كانت عبارة عن اصابات في شظايا ومسامير وزنبركات صغيرة ويبدو انها من صناعة بدائية ويدوية. وبيّن ان الاسعافات كانت سريعة جدا ومنظمة موضحا ان موقع المستشفى قريب من فندق حياة عمان وقريب 400 متر من فندق راديسون ساس حيث تم نقل كافة الاصابات وحالات الوفاة الى مستشفيات ابن الهيثم والخالدي والتخصصي والاسلامي وفلسطين والمستشفيات العسكرية وكان توزيع المصابين بطريقة منظمة ساهمت الى حد كبير في سرعة اسعاف العشرات من المصابين. وقال انه لا يوجد من بين المصابين أي شخص أجنبي سوى زائر عراقي مصاب باصابات بسيطة وتمت معالجته.