لقي 88 شخصا على الاقل حتفهم وأصيب 200 عندما انفجرت سيارات ملغومة في سوق سياحية وفنادق في منتجع شرم الشيخ في أسوأ هجوم تشهده مصر منذ عام 1981 عندما وقع هجوم على مقر مديرية الامن في اسيوط قتل فيه عشرات الاشخاص. وتحدث سياح أوروبيون عن حالة ذعر جماعي وهستيريا اثناء محاولة الناس الفرار من مواقع الانفجارات حيث شوهدت جثث على الطرق وأناس يصرخون. وقال محافظ جنوبسيناء مصطفى عفيفي ان انفجارات سيارتين ملغومتين وما يبدو أنها حقيبة مملوءة بالمتفجرات هزت المنتجع الذي يقبل عليه كثير من السياح لممارسة هواية الغطس. وقال مصدر امني كبير في شرم الشيخ ان 88 شخصا قتلوا وانه يوجد 23 شخصا آخرين في حالة حرجة من بين 35 مصابا نقلوا الى القاهرة للعلاج. ومعظم الضحايا من المصريين لكن متحدثة باسم وزارة السياحة قالت انه يوجد سبعة غير مصريين بين القتلى بينهم تشيكي وايطالي و20 جريحا. وقالت المتحدثة هالة الخطيب للصحفيين ان الاجانب المصابين هم تسعة ايطاليان وخمسة سعوديين وثلاثة بريطانيين وروسي واوكراني وشخص واحد من عرب «اسرائيل». لكن وزارة الخارجية البريطانية في لندن قالت ان ثمانية بريطانيين اصيبوا بجروح. ونقل بيان على الانترنت عن جماعة تزعم صلتها بتنظيم القاعدة أمس مسؤوليتها عن انفجارات منتجع شرم الشيخ المصري ردا على جرائم ارتكبت ضد المسلمين. وحمل البيان الذي لم ينشر على المواقع الرئيسية على الانترنت التي تنقل بيانات القاعدة توقيع كتائب عبد الله العزام تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة. وقال أحمد مصطفى وهو عامل في مقهى بالقرب من موقع الانفجار الاول إنه رأى كرة ضخمة من اللهب في موقف السيارات أمام مركز للتسوق في شرم الشيخ. وأحال الانفجار بعض السيارات الى هياكل معدنية ملتوية وألحق اضرارا ببعض حوائط المباني المجاورة كما حطم زجاج المباني لمئات الامتار في محيط الانفجار. ودمر انفجار واجهة فندق غزالة غاردنز في خليج نعمة الذي يبعد ستة كيلومترات عن مدينة شرم الشيخ. وقال عفيفي ان سيارة مفخخة اقتحمت الفندق وانفجرت بداخله. وقال سكان ان الانفجار الاول وقع في السوق القديمة في مدينة شرم الشيخ بعد قليل من الساعة الواحدة صباح امس وأدى الى تصاعد ألسنة اللهب واعمدة الدخان. وقال يحيى محمود وهو مالك أحد المطاعم في المنطقة لرويترز هاتفيا «رأيت سيارة تطير في الهواء والناس يجرون.» وقال مسؤول انقاذ طلب عدم نشر اسمه ان كثيرا من المصابين عمال مصريون كانوا في مقهى في السوق القديمة بشرم الشيخ. وقال سكان في شرم الشيخ انهم سمعوا دوي انفجارين آخرين متعاقبين وان البعض احسوا بها على بعد عشرة كيلومترات. وكانت قناة الجزيرة قد نقلت عن العادلي قوله انه يوجد ثمانية اجانب بين القتلى. وقال العادلي انه من السابق لأوانه القول بأن القاعدة أو أي جماعات اسلامية اخرى لها أي علاقة بالتفجيرات لكن ربما هناك صلة مع الهجمات التي وقعت في اكتوبر «تشرين الاول» الماضي. وقال احمد مصطفى الذي يعمل نادلا في مقهى قريب من اول الانفجارات ان كرة ضخمة من النار مزقت موقف سيارات خارج مركز تسوق في شرم الشيخ وكان ذلك في حوالي الساعة 1,15 صباحا. وقال مسؤولون ان سيارة انفجرت هناك لكن شاهدة عيان قالت ان رجلا دخل وسط الحشد حاملا حقيبة كبيرة وقال باللغة العربية بلهجة مصرية «أنا معي قنبلة». وقالت الشاهدة التي طلبت عدم ذكر اسمها ان بعض الناس ابتعدوا لكن الآخرين اعتقدوا انه يمزح. واضافت انه بعد دقيقتين وقع انفجار في المكان الذي وضع فيه الحقيبة. وتحدث سياح عن حالة ذعر وهستيريا جماعية عندما اندفع الناس للهروب بعد التفجيرات المتوالية. ورغم تأخر الوقت كان كثير من السياح ما يزالون في الاسواق والمقاهي في المنتجع. وقالت السائحة البريطانية سامنثا هاردكاسل لتلفزيون بي.بي.سي «الانفجار الذي شعرنا به كان عنيفا جدا وهز فندقنا. كان مروعا للغاية.» وقال تشارلي أيفز وهو شرطي من لندن ذهب الى شرم الشيخ للاستجمام بعد تفجيرات العاصمة البريطانية انه وزوجته هربا من موقع أحد الانفجارات في المنتجع المصري ليفاجئهما انفجار ثان في الموقع الذي فرا اليه. وقال أيفز للبي.بي.سي «غطى الحطام المنطقة بأسرها بسرعة كبيرة. وتصاعدت كرة ضخمة من الدخان. وسادت حالة من الهستيريا.» وقال السائح فابيو باسون للبي.بي.سي «كان الناس يحاولون الهرب في أي اتجاه للابتعاد عن المكان. لكنهم لم يعرفوا الى أين يذهبون.» وقالت مصادر امنية ان سيارة واحدة على الاقل من التي انفجرت تحمل لوحات معدنية خاصة تشير الى انها جاءت عبر الحدود الاسرائيلية في طابا. وقال مسؤولون ان الرئيس المصري حسني مبارك قطع عطلة يقضيها على ساحل البحر المتوسط وطار الى شرم الشيخ. وتوقع وزير السياحة المصري أحمد المغربي تأثيرات سلبية في المدى القصير على صناعة السياحة التي يبلغ حجمها 6,6 مليارات دولار وهي أكبر مجال خاص للتوظيف في البلاد. وقال في تصريحات للتلفزيون المصري أدلى بها من الصين التي يزورها حاليا «ليس هناك شك في أن مثل هذه الاحداث يكون لها تأثيرات في المدى القصير.» وأضاف «نحن الآن نتعامل مع الآثار المترتبة على هذا الحادث.» وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية «ندين هذا العمل بأشد عبارة ممكنة. فلا يمكن أن يكون هناك أي تبرير لاستهداف المدنيين الابرياء.»