حضت الجزائر مسؤوليها على عدم الادلاء بأي تصريحات لمساعدة السلطات في جهودها للافراج عن ديبلوماسييها اللذين خُطفا في حي المنصور في العاصمة العراقية أول من أمس، في حين أعربت فرنسا عن"قلقها الشديد"إزاء خطف الديبلوماسيين الجزائريين وشددت على"أهمية بقاء البعثات الديبلوماسية في العراق". وكان مسلحون خطفوا أول من أمس القائم بالأعمال الجزائري في بغداد علي بلعروسي وديبلوماسياً جزائرياً آخر يدعى عز الدين بلقاضي. وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أنها لم تتلق أي اعلان مسؤولية من خاطفي ديبلوماسييها. وقال الناطق باسم الخارجية عبدالحميد شبشوب:"ما دام لا يوجد اعلان مسؤولية، فإن علينا الانتظار. لا نعرف من وراء ذلك، لكننا نبذل كل ما في وسعنا للافراج عنهما". وكانت جماعة"أبو مصعب الزرقاوي"أعلنت مسؤوليتها عن خطف السفير المصري إيهاب الشريف وإعدامه وقالت انها"ستخطف أكبر عدد ممكن من السفراء". وحض رئيس الوزراء أحمد أويحيى السياسيين والمسؤولين في بلاده على التزام الهدوء وتجنب الادلاء بأي تصريحات في شأن الخطف لمساعدة السلطات في جهودها لتحقيق الافراج عن الديبلوماسيين. وقال للصحافيين ان المنطق والحكمة يجعلان من الضروري لجميع القوى السياسية أن تلتف حول الحكومة وتدعم جهود الدولة. ولم يقدم أويحيى تفاصيل في شأن عمل الحكومة، لكنه حض الخاطفين على الافراج عن الديبلوماسيين. وأضاف أن هناك جزائريين حياتهما عرضة للخطر ولذلك يجب أن يتحلى الجميع بالحكمة والهدوء، وأن يتركوا للدولة أن تبذل كل ما في وسعها. وأعرب عن أمله بأن يعود الديبلوماسيان في سلام وأمان الى بلدهما. وكان تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"خطف رئيس البعثة الديبلوماسية المصرية إيهاب الشريف وأعلن لاحقاً قتله وتعهد شن مزيد من الهجمات على الديبلوماسيين في بغداد. وكان يتوقع ان يصبح المسؤول المصري أول ديبلوماسي عربي في بغداد يحمل لقب سفير منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وذلك في إجراء رمزي يعد مهماً بالنسبة الى حكومة ابراهيم الجعفري. وبعد يومين من خطف الشريف، أطلق مسلحون النار على سيارتين تقلان سفيري باكستان والبحرين، ما أدى الى نزوح ديبلوماسيين وخفض البعثات الديبلوماسية عملياتها بسبب المخاوف الأمنية. وكانت الحكومة العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة أعلنت أن الهجمات تستهدف حرمانها من الشرعية الدولية. وفي باريس، قالت سيسيل بوزو دي بورغو الناطقة المساعدة باسم الخارجية الفرنسية أن"فرنسا تعرب عن قلقها الشديد إثر خطف القائم بالأعمال الجزائري في العراق، ومعه عضو آخر في البعثة الديبلوماسية الجزائرية". وأضافت أن باريس"تدعو العراقيين مرة أخرى الى الابتعاد عن العنف"، مشددة على"أهمية بقاء البعثات الديبلوماسية في العراق كعلامة على التزام المجتمع الدولي الى جانب الشعب العراقي". وفي خصوص إمكان اتخاذ تدابير اضافية لحماية أمن الديبلوماسيين الفرنسيين في بغداد، قالت دي بورغو أن"أمن ديبلوماسيينا في العراق يشكل بالنسبة الينا هماً دائماً ... نحن نتخذ دائما التدابير الأمنية اللازمة".