سحبت الخارجية الجزائرية، سفيرها في العاصمة العراقيةبغداد، عبد القادر بن شاعة، على خليفة الأوضاع الأمنية التي تشهدها عاصمة الرشيد، ووصل الدبلوماسي إلى الجزائر نهاية الأسبوع. ونقلت مصادر أن المعني قد لا يعود إلى بغداد، بعدما شملته الحركة التي عرفها السلك الدبلوماسي مؤخرا، رغم أنه لم يكن ضمن القائمة السابقة، في وقت لم تعلق السلطات العراقية على خطوة نظيرتها الجزائرية. ونقلت جريدة "القدس العربي"، أمس، عن مصادر حكومية جزائرية، قولها إن الخارجية سحبت السفير مؤقتا، على خلفية الأوضاع الأمنية، وهذا بعد أشهر من عودة التمثيل الدبلوماسي الجزائري في العراق بإيفاد سفير، بعد سنوات من تمثيل دبلوماسي شكلي، على خلفية اختطاف واغتيال دبلوماسيين جزائريين سنة 2005، واستفسرت "الشروق" السفارة الجزائرية في بغداد، فردت إحدى الموظفات "السفير غادر بغداد إلى الجزائر قبل أيام"، من دون توضيح أسباب المغادرة، لكن مصدرا مسؤولا أفاد ل"الشروق" أن السبب الحقيقي لطلب الخارجية من السفير بن شاعة العودة إلى الجزائر يعود بالأساس إلى الوضع الأمني المتردي والخشية على حياته، وذكر "يجب إيلاء الاهتمام لسلامة دبلوماسينا وموظفينا". وأفادت القدس العربي، أن الخارجية الجزائرية طلبت من بن شاعة العودة إلى الجزائر مؤقتا، وذلك بعد حوالي سنة ونصف من اعتماده كسفير للجمهورية الجزائرية في العراق، مشيرة إلى أن الأوضاع الأمنية التي يعيشها هذا البلد، على خلفية تزايد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهشاشة الوضع الأمني فرضت سحب السفير مؤقتا كإجراء احترازي، وتفاديا لأي تطورات أمنية غير محمودة العواقب، وذلك إلى غاية اتضاح الرؤية. وكانت السلطات الجزائرية مترددة في إيفاد سفير إلى العراق مجددا، لما خلفته حادثة اغتيال اثنين من الدبلوماسيين الجزائريين سنة 2005 هما رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية علي بلعروسي والملحق الدبلوماسي عز الدين بلقاضي، وحتى بعد أن اقتنعت السلطات الجزائرية بإيفاد سفير، ووقع الاختيار على عبد القادر بن شاعة، فإنه تأخر في الالتحاق بمنصبه الجديد، بسبب حرص الجزائر على توفير شروط الأمن الضرورية لإعادة فتح السفارة ولتأمين السفير، ولما تم الاتفاق على هذا الأمر، التحق السفير بمنصبه بالعاصمة العراقيةبغداد، ولا تود الجزائر أن يتكرر معها ما حدث مع دبلوماسييها في قنصلية غاو شمال مالي.