أفادت مصادر مطلعة أن قوات الأمن الجزائري اعتقلت أصولياً مصرياً كان يتولى مهمة نقل"مجاهدين"جزائريين إلى العراق عبر سورية، للقتال ضد القوات الأميركية، مؤكدة أنه بدأ بهذه المهمة مباشرة بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين في نيسان أبريل 2003. وأوضح مصدر مطلع ل"الحياة"أن المعتقل ويدعى"ياسر المصري"او"ابو جهاد"، المولود في الإسكندرية، اعتقل في العاصمة الجزائرية، وان السلطات عثرت على وثائق في حوزته تؤكد صلته بتنظيم إسلامي مسلح ينشط في الجزائر. واظهرت التحقيقات ان أصوليين في الخارج كلفوه البحث عن مقاتلين جزائريين وتجنيدهم، على ان يتولى مساعدون في سورية والمناطق الحدودية مع العراق نقل المجندين الى داخل الاراضي العراقية. ولم يكشف المصدر تاريخ اعتقال"ياسر المصري"او عدد الأشخاص الذين يمكن ان يكون جندهم. لكنه اوضح ان اعتقاله جاء بعد اشتباه مصالح الأمن الجزائري بوجود"شبكة منظمة"، في عدد من الولايات، تتولى نقل"متطوعين"و"مقاتلين"جزائريين إلى العراق، وتزايد الحديث عن"شهداء"جزائريين قتلوا في العراق إلى جانب مقاتلين يتزعمهم"أبو مصعب الزرقاوي". ورجح مختصون في الشأن الأمني أن يكون"ياسر المصري"قام بدور الوسيط بين"الزرقاوي"زعيم"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"وبين الجماعات الإسلامية المسلحة لتجنيد الناشطين والقادرين على تنفيذ عمليات انتحارية في العراق. وكان تنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"دعا في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي،"المسلمين الغيورين على دينهم وإخوانهم"، والذين لم يلتحقوا به لسبب من الأسباب، الى"أن يهبوا لنجدة إخوانهم في الفلوجة وكل العراق". ووبحسب المصادر الجزائرية تولى"ياسر المصري"توفير أموال لشراء تذاكر السفر للمتطوعين الجزائريين ومصاريف الانتقال إلى دمشق حيث كانوا يقيمون في اماكن خاصة لدى"رجال ثقة"على صلة بشبكة تجنيد"المقاتلين العرب"، بقيادة عدد من الناشطين، مثل"أبو الحسن السوري"والمدعو"أبو علي السوري"اللذين كانت مهمتهما استقبال المقاتلين في سورية وضمان نقلهم إلى الحدود وربطهم بشبكات مختصة في تحويلهم إلى العراق. وذكرت المصادر انه كان يطلب من المتطوعين الجزائريين التخلي عن وثائق هويتهم في دمشق، قبل ان يتولى تهريبهم عناصر من الشبكة يرتدون لباس حرس الحدود السوري ويتحركون ليلاً إلى المناطق الحدودية مع العراق عبر مسالك صعبة وصولاً الى قرى عراقية حدودية، ومنها يتولى عراقيون نقلهم إلى الداخل. وتشير مراجع مطلعة الى أن"ياسر المصري"تمكن في شهور قليلة من نسج شبكة علاقات داخل الجزائر مع ناشطين كانت مهمتهم الأساسية البحث عن"مقاتلين"أو"متطوعين"يبدون رغبة بالانتقال إلى العراق. وتبين أنه كان على صلة وثيقة بناشطين بارزين في تنظيم"حماة الدعوة السلفية"، بزعامة المدعو"سليم الأفغاني"، والذي كان أعلن سنة 2002 ولاءه إلى زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن و"أمير"حركة"طالبان"الأفغانية الملا عمر.