كشفت صحيفة «الخبر» أولى وأهم الصحف الجزائرية المستقلة الصادرة باللغة العربية، أمس الاثنين، استنادا إلى مصادر مطلعة، أن السلطات السورية رحلت منذ بداية العام الجاري ما يزيد عن 150 جزائريا يعتقد أن لهم صلة بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي ترفض لحد الآن الاستجابة لدعوات المصالحة الوطنية وتصر على حمل السلاح والمكوث في الجبال وإحداث المزيد من الرعب في وسط المواطنين . وذكرت الصحيفة أن الأشخاص المرحلين، كانوا يستعدون للدخول بطريقة غير شرعية الحدود السورية العراقية لدعم المسلحين بقيادة «أبو مصعب الزرقاوي» ضد القوات الأمريكية. وأضافت الصحيفة تقول أن الخطوة جاءت في إطار التنسيق الأمني بين مصالح الأمن الجزائرية والسورية وأنها تدخل في سياق سياسة جديدة تعتمدها دمشق منذ نهاية العام المنصرم تجاه الجماعات الإسلامية المسلحة أو تلك التي تمثل تهديدا للأمن العام سواء للسلطات السورية أو للدول العربية بما في ذلك العراق . وقالت الصحيفة ان دمشق أعلنت عن رغبتها في الانخراط في عمليات مكافحة الإرهاب وأرست بموجب ذلك علاقات جديدة مع السلطات الأمنية الجزائرية تم بموجبها اعتقال عدد هام من العناصر التي كانت توفر الدعم الإعلامي للتنظيم السلفي الجهادي في الجزائر انطلاقا من سوريا . و كانت ذات الصحيفة ذكرت شهر مايو المنصرم أن مصالح المخابرات السورية اعتقلت في دمشق أحد الرعايا الجزائريين، يعتقد أنه كان يعمل لحساب التنظيم الإرهابي «الجماعة السلفية». وأفادت أن الإرهابي الموقوف واسمه «س . عادل» كان استقر بالعاصمة السورية دمشق في ديسمبر من العام 2003 قبل أن يعتقل في مقهى إنترنت حيث كان يشرف على موقع تنظيم الجماعة السلفية على شبكة الأنترنت انطلاقا من دمشق، وذكرت الصحيفة أن مصالح الأمن السورية حاولت تسليم المعني إلى أجهزة المخابرات الأمريكية وأمام رفضها لعدم الحاجة إليه، تقرر ترحيله إلى الجزائر . وفي سياق متصل، تمكنت وحدات من الجيش الجزائري مطلع هذا الاسبوع من القضاء على 8 إرهابيين من كتيبة «أنصار السنة» التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، خلال عملية تمشيط واسعة تقوم بها في غابات وأحراش منطقة غريبيسة الواقعة بولاية بومرداس 50 كلم شرق العاصمة الجزائر . وكشفت مصادر أمنية لعدد من الصحف الجزائرية أن وحدات الجيش استعملت عتاداً حربياً ثقيلاً للوصول إلى المناطق الملغمة من طرف الإرهابيين، كما استعملت وسائل لوجيستيكية متطورة لتحديد أماكن تواجد الجماعة الإرهابية، في حين أصيب 3 عسكريين بجروح منذ بداية التمشيط .