أعلنت كوريا الجنوبية أنها عرضت تزويد كوريا الشمالية بالكهرباء وبمواد غذائية وبرنامج تنمية اقتصادي مكثّف إذا وافقت على التخلي عن الأسلحة النووية في المفاوضات المرتقبة بدءاً من 25 الجاري في بكين. وأعلن وزير التوحيد شانغ دونغ يونغ أن في ضوء هذا المشروع ستبني كوريا الجنوبية خطاً بين الشمال والجنوب لنقل قسم من إنتاجها للكهرباء إلى النظام الشيوعي الذي يشهد عجزاً كبيراً في الطاقة. وقال دونغ يونغ للصحافيين:"من أجل حل المسألة النووية نحن مستعدون لنقل الطاقة إلى كوريا الشمالية إذا وافقت على تفكيك منشآتها النووية في المفاوضات السداسية". وأضاف:"آمل بأن يخلق هذا الاقتراح دينامية حاسمة نحو حل الأزمة النووية الكورية الشمالية وإعادة السلام إلى شبه الجزيرة الكورية". ورأى محللون أن هذه العروض والمساعدات كلها لعبت دوراً أساسياً في إقناع بيونغيانغ باستئناف الحوار مع شركائها الخمسة. ونقلت وكالة أنباء"يونهاب"الكورية الجنوبية أن تزويد بيونغيانغ بالطاقة يهدف إلى جعلها تستغني عن بناء مفاعلين نووين بالماء الخفيف أوقفت الأشغال فيهما منذ بداية الأزمة النووية في نهاية عام 2002. ويشكل تزويد كوريا الشمالية بالطاقة مباشرة أحد العناصر الأساسية في خطة مساعدة سبق أن عرضتها سيول على بيونغيانغ، وستعرض مجدداً خلال المفاوضات المتعددة الأطراف، التي توقفت قبل سنة. وأعلن بيان صادر في اختتام المفاوضات الاقتصادية التي عقدت أخيراً بين الكوريتين في سيول أن كوريا الجنوبية سترسل 500 ألف طن من الأرز إلى الشمال، وهو رقم قياسي في حجم المساعدات الغذائية الكورية الجنوبية، والأكبر منذ القمة الكورية - الكورية عام 2000، باعتبار أنها كانت 400 ألف طن سنوياً قبل هذا التاريخ. وقال متحدث كوري جنوبي:"اتفقت الكوريتان على تطوير مشاريعهما للتعاون الاقتصادي عبر الجمع بين مواردهما ورؤوس أموالهما والتكنولوجيا في البلدين". وستساعد سيول جارتها على تصنيع سلع أساسية مثل الملابس والأحذية والصابون بدءاً من العام المقبل. وسيقدم الشمال في المقابل الزنك وكربونات المغنيزيوم. ومن مؤشرات التعاون أيضاً إعادة العمل بحلول نهاية السنة الجارية بخط السكك الحديد بين جانبي الخط الفاصل بين البلدين والمتوقف منذ الحرب الكورية 0591-3591. ويقول يون داك مين من معهد الشؤون الخارجية والأمن القومي إن"كوريا الجنوبية تلوّح بجزرات اقتصادية لم يكن في إمكانها استخدامها قبل عودة بيونغيانغ إلى المفاوضات". وأضاف أن سيول وواشنطن اتفقتا الشهر الماضي على حق بيونغيانغ بالأمن وتحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وبمساعدة اقتصادية وبالطاقة، في مقابل عدولها عن صنع القنبلة الذرية. وقالت"يونهاب"إن الاقتراح الكوري الجنوبي ينص أيضاً على بناء مصنع ضخم للأسمدة في الشمال من أجل مساعدته على تجاوز مشكلاته الغذائية المتزايدة. وأعلنت كوريا الشمالية السبت أنها ستستأنف المفاوضات السداسية التي تشارك فيها إلى جانب بيونغيانغ، الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا، وتكثفت على الأثر الاتصالات الديبلوماسية. ويتوقع أن تصل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى سيول بعد زيارة طوكيووبكين. فيما غادر وزير الدولة الصيني تانغ جياشوان الذي يعتبر العقل المخطط للسياسة الخارجية الصينية بكين متوجهاً إلى كوريا الشمالية في زيارة تستمر يومين بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس هو جينتاو، وأعلن أن بلاده"ستضغط من أجل إحراز نتائج، وسنعمل لذلك مع الأطراف المعنية كلها"خلال جولة المحادثات المقبلة. واعتبرت رايس في طوكيو أن المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة إذا لم تتخذ بيونغيانغ"القرار الاستراتيجي"بالعدول عن طموحاتها النووية.