أكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، في سيول المحطة الخامسة لجولتها الآسيوية عشية زيارتها للصين، ان لا نية لدى بلادها لمهاجمة كوريا الشمالية. وقالت رايس في العاصمة الكورية الجنوبية امس:"ندرك ان كوريا الشمالية دولة ذات سيادة، ونحن نطالب سلطاتها بعدم التفكير برغبتنا في مهاجمتها"، علماً ان هذا التفكير عززه شروع القوات الكورية الجنوبية في تنفيذ مناورات مشتركة مع نظيرتها الاميركية زعمت بيونغيانغ انها تشكل مشروع حرب ضدها. وأوضحت رايس ان استخدامها عبارة"الموقع المتقدم للاستبداد"في وصف النظام الكوري الشمالي في شباط فبراير الماضي، لا ينم عن نيات عسكرية ضد بيونغيانغ التي تسعى الى"تغيير الموضوع"بطلبها تقديم اعتذار عن هذا التصريح، في وقت تتفادى توفير ايضاحات في شأن برنامجها النووي. وجددت رايس دعوتها بيونغيانغ الى اتخاذ"الخيار الاستراتيجي"، والتخلي عن برنامجها النووي العسكري. وشددت على ضرورة استئناف الدولة الشيوعية المحادثات السداسية الهادفة الى انهاء ازمتها النووية،"باعتبارها الوسيلة الوحيدة لضمان حصولها"على الاحترام الذي ترغب به والمساعدة التي تحتاجها، وليس المفاوضات الثنائية المباشرة معنا والتي نرفضها بالكامل". وشددت رايس في محادثاتها مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين والتي شملت الى بان كي، الرئيس روه مو هيون والوزير المكلف الشؤون الكورية تشانغ دونغ يونغ، على ضرورة تضافر جهود القوى الاقليمية من اجل حض كوريا الشمالية على استئناف المحادثات السداسية،"ذلك ان الحاجة ضرورية لمعالجة الازمة النووية لبيونغيانغ والتي يجب الا تستمر الى الابد". من جهته، ايد وزير الخارجية الكوري الجنوبي في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رايس ان سيولوواشنطن تعتبران ان الحوار مع بيونغيانغ يجب ان يحصل في اطار المحادثات السداسية المتعددة الاطراف والتي قاطعتها الاخيرة منذ عقد جولتها الثالثة في حزيران يونيو 2004. محطة الصين وحملت رايس الى الصين المطلب ذاته على صعيد تكثيف الجهود المبذولة لتوفير سبل اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى طاولة المحادثات الخاصة ببرنامجها النووي، تجسيداً للقناعة الراسخة لدى الادارة الاميركية بقدرة الصين على استخدام نفوذها الكبير لدى جارتها الشيوعية من اجل حضها على استئناف المحادثات، على رغم ان بكين اكدت الحجم المحدود لتأثيرها في قرارات بيونغيانغ، ودعت واشنطن الى مزيد في المرونة في التعاطي مع المسألة. وفي السياق ذاته، رأى خبير في الشؤون الآسيوية ان تحرك الولاياتالمتحدة تجاه الصين من اجل الضغط على بيونغيانغ تحتمه اهمية الدور الذي تضطلع به بكين في تزويد جارتها الشيوعية بالمواد الغذائية والوقود، ما يعني ان حجبها سيجعل اقتصاد بيونغيانغ ينهار بالكامل في اسابيع قليلة. لكن الخبير ذاته رأى ان الصين تستخدم ورقة دورها المؤثر في كوريا الشمالية من اجل تحقيق مكاسب كبيرة في المنطقة تخدم مصالحها الخاصة في المنطقة، في وقت لا يرغب مسؤولوها في انهيار نظام بيونغيانغ في اي حال من الاحوال. وفي بكين، التقت رايس مع الرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو وعرضت معهما قضايا مهمة اخرى ايضاً، من بينها القانون الصيني لمناهضة انفصال تايوان عبر استخدام"الوسائل غير السلمية"ضدها، ومشروع رفع الحظر الاوروبي عن بيع اسلحة الى الصين. وكان رئيس الوزراء الصيني استبق محادثاته المغلقة مع رايس بإعلان ان الرئيس الاميركي جورج بوش ابلغه خلال زيارته الى واشنطن عام 2003 بالتزام ادارته بسياسة"صين واحدة"والتي تمنع الاعتراف الديبلوماسي بتايوان. وقال وين جياباو ان العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة وضعت"بذوراً واعدة للصداقة من اجل المستقبل".