مع عودة الحياة"جزئياً"الى لندن وشبكة النقل فيها و"استبعاد اعتقال وشيك للارهابيين المسؤولين عن تفجيرات الخميس"كما قالت وزيرة الدولة في وزارة الداخلية هيزل بلير... تحولت غالبية المواطنين البريطانيين الى"مخبرين"لدى الشرطة وأجهزة الامن، وكما كان الحال في الحرب العالمية الثانية وما بعدها اثناء الحرب الباردة، في الحملة العامة على الارهاب ولاعتقال اعضاء"خلية لندن"ومن يقف وراءهم"اذا امكن". ووزع جهاز الاستخبارات الداخلية، في موقعه على شبكة الانترنت، نداء الى المواطنين للابلاغ عن اي شيء مشبوه عبر الاتصال على الرقم 0800789321 بعدما زادت الأدلة التي اشارت الى ان"الجناة"ينتمون الى"خلية محلية"من المتشددين الذين ليست لديهم ملفات امنية. لكن الشرطة ترفض اعطاء اي تفاصيل عن المدى الذي ستصل اليه من خلال الاستعانة ب"جيش"من المخبرين غير المدربين او ما اذا كان باستطاعتها حصر المعلومات التي تصلها وتقويمها في الوقت المناسب لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط"جناة القطارات". وكانت هيئة الاذاعة البريطانية وغالبية الصحف القومية والشعبية تلقت بعد التفجيرات عشرات الرسائل الالكترونية والصور مصدرها الهواتف النقالة للمارة ولركاب القطارات وبعض من كان وسط الانفجارات عما جرى صباح الخميس. كما اعلنت الشرطة انها تلقت اكثر من 16 الف بلاغ عُزز بعضها بالصور فور طلب المساعدة السبت الماضي. وفي عالم ما بعد"7/7"اللندني، الذي اصبح مثالاً ل"9/11"في نيويورك،"ولد"عالم بريطاني جديد يرتكز على"المواطن المخبر"الذي بدأ يساعد في توجيه عمل الشرطة ويُكمل نشاطها. وتخشى منظمات الدفاع عن الحريات العامة وفي حال وقوع اعتداءات جديدة ان تتحول العاصمة، او اي مدينة بريطانية اخرى تشهد اعمالاً ارهابية، الى"سجن كبير"يخضع لرقابة كاميرات الهواتف النقالة وكاميرات الفيديو الصغيرة الحجم من دون نسيان اكثر من عشرة آلاف كاميرا تلفزيونية موزعة في شوارع لندن الرئيسية وعشرات الاف الكاميرات التي تلتقط اي حركة للركاب وللمتسوقين في القطارات والمخازن التجارية الكبرى. ويبدو ان المعلومات التي جمعها"المدنيون المخبرون"وكاميرات الرقابة ساعدت الشرطة في جمع بعض الخيوط لرسم صورة اولية عما جرى. ووفق التقويم الاولي يعتقد المحققون ان"الارهابيين"وصلوا الى لندن من خارج المدينة والتقوا في موقع واحد تم الاتفاق عليه مسبقاً ثم تفرقوا لركوب قطارات حُددت اهدافاً للهجمات. وتحاول الشرطة حالياً معرفة أين بات"الارهابيون"ليل الاربعاء - الخميس وأين حصلوا صباحاً على"الحقائب المفخخة"ومن ضبط توقيت انفجارها. ويحاول المحققون البريطانيون الوصول الى خيط يفيدهم عن حجم الانفجار الذي ضرب"الباص رقم 30"في تافيستوك سكوير وما اذا كان حجم المتفجرات المستخدمة فيه اكبر من حجمها في العبوات التي ضربت شبكة القطارات وما اذا كانت معدة لهدف اكبر في موقع آخر! في الوقت نفسه وصل الى لندن خبراء في مكافحة"الارهاب الاصولي"من 30 دولة، من بينهم خبراء من دولتين عربيتين شهدتا هجمات ارهابية. وقال ناطق باسم الشرطة"عُقدت اجتماعات مطولة بين ممثلي اجهزة الاستخبارات المحلية والصديقة لتبادل المعلومات وتقويمها"، وقال ناطق باسم سكوتلانديارد"لن نترك حصى من دون البحث تحتها لملاحقة الجناة وتقديمهم الى القضاء". الخسائر الاقتصادية ومع عودة سكان العاصمة البريطانية الى العمل كالمعتاد بدأ حصر خسائر الاعتداءات. وافادت احصاءات اولية ان مبيعات التجزئة والسلع المعمرة تراجعت بنسبة 30 في المئة خلال عطلة نهاية الاسبوع بعد تراجعها بنسبة 50 في المئة الخميس. ومع التفاؤل بانفراج... قدر الرئيس التنفيذي لمحلات ماركس آند سبنسر ستيوارت روز ان تستمر ذيول الاعتداءات وانعكاساتها على المتسوقين فترة اسابيع"اذا لم يحدث ما ليس في الحسبان"! وتوقعت جمعية حماية المستهلك ان"ينسى المتسوقون الازمة خصوصاً اننا في بداية موسم السياحة والسفر". لكن رئيس مجلس السياحة والسفر جان كلود بومغارتن توقع ان يتراجع عدد السياح الذين سيزورون بريطانيا بنسبة 1.9 في المئة من اصل 31 مليون سائح العام الماضي. ويُتوقع ان تُنفق الحكومة البريطانية ما يصل الى 470 مليون استرليني اضافية لتحسين الامن في العاصمة ولتشجيع وصول الزوار اليها.