بعد شهر من سلسلة الهجمات الثانية في لندن لا يزال التحقيق الذي شهد تقدما سريعا على اثر التعرف على مرتكبي الهجمات، يراوح مكانه بل انه اعيد النظر في وقائع كانت اعتبرت امرا مسلما به. وغطت المعطيات التي كشفت عن مقتل البرازيلي جان شارل دي مينيسيس في 22 تموز - يوليو بسبع رصاصات في الرأس واخرى في الكتف في مترو لندن بايدي عناصر الشرطة التي اعتقدت انه انتحاري، في الايام الاخيرة على تقدم التحقيق في اعتداءات 21 و7 تموز - يوليو الماضي. وكانت اعتداءات 21 تموز - يوليو استهدفت بشكل شبه متزامن عند الساعة 11,30 ت غ ثلاث سكك مترو في اوفال (جنوب) ووارن ستريت (شمال) وشيبردز بوش (غرب) وحافلة في هاكني (شرق) بعد زهاء نصف ساعة. وكان المورطون في هذه الاعتداءات الفاشلة يحملون قنابل من صنع محلي، في حاوية من البلاستيك الشفاف وضعت في حقيبة تحمل على الظهر. ولم تنفجر العبوات وتمكن المنفذون الاربعة من الفرار. اما هجمات السابع من تموز - يوليو التي نفذت عند الساعة 07,50 ت غ فقد هزت في غضون 50 ثانية ثلاث محطات للمترو في الخط الدائري الرابط بين شارع ليفربول والدغايت (شرق) ثم شارع ايدغوير إلى الغرب وخط بيكاديللي بين منطقة كينغز كروس وراسل سكوير وسط العاصمة البريطانية. وفي الساعة 08,47 ت غ انفجرت قنبلة رابعة في حافلة تافيستوك سكوير وسط لندن. واوقع انفجار هذه الشحنات المحلية الصنع التي يبلغ وزن الواحدة منها زهاء 5 كلغ وكانت محمولة في حقائب على الظهر، 52 قتيلا اضافة إلى منفذي الاعتداءات الاربعة علاوة على 700 جريح. وامكن اعتقال المجموعة التي حاولت وضع قنابل في 21 تموز - يوليو الذين تم التعرف عليهم بفضل شبكة كاميرات المراقبة في العاصمة البريطانية بعد 8 ايام من تاريخ محاولة الاعتداء الفاشلة. واعتبر مختار سعيد ابراهيم او مختار محمد سعيد (27 عاما) المنفذ المفترض للاعتداء على الحافلة رقم 26، قائدا للمجموعة. وكان مختار وصل من اريتريا إلى بريطانيا مع اسرته في 1992 وعمره 14 عاما. وفي تشرين الثاني - نوفمبر 2003 قدم طلبا للحصول على الجنسية وحصل على جواز سفر بريطاني في ايلول - سبتمبر 2004. واعتقل في 29 تموز - يوليو غرب لندن. واعتقل رمزي محمد (23 عاما) في العملية ذاتها ويشتبه بعلاقته بالهجوم على محطة اوفال. اما الصومالي ياسين حسن عمر (24 عاما) المشتبه بانه يقف وراء الاعتداء الفاشل على مترو وارن ستريت فقد كان وصل إلى بريطانيا مع اسرته سنة 1992 وعمره 11 عاما. وحصل منذ ايار - مايو 2000 على اقامة غير محدودة. واعتقل في 27 تموز - يوليو في بيرمنغهام (وسط بريطانيا). اما اسحق حمدي المكنى بعثمان حسين البريطاني من اصل اثيوبي ويعتقد انه منفذ الاعتداء الفاشل على شيباردز بوش فقد اعتقل في 29 تموز - يوليو في روما حيث لجأ مع اسرته. واعلنت ايطاليا في 17 آب - اغسطس ترحيله إلى بريطانيا في غضون 35 يوما. والرجل الخامس المعتقل في لندن وهو منفو كواكو اسيادو (32 عاما) يشتبه بانه ترك القنبلة الخامسة التي لم تستخدم في 21 تموز - يوليو والتي عثر عليها في وقت لاحق في حديقة عامة غرب لندن. ولقي حاملو القنابل الاربعة التي نفذت بها اعتداءات 7 تموز - يوليو وتم التعرف عليهم بفضل وثائق تعود اليهم عثر عليها في مواقع التفجيرات ومن خلال صور كاميرات المراقبة، مصرعهم في الاعتداءات. وبين هؤلاء ثلاثة بريطانيين من اصل باكستاني وكانوا قدموا من ليدز (شمال انكلترا) او من منطقتها. وهم محمد صديق خان (30 عاما) منفذ اعتداء ايدغوار رود وشاهزاد تنوير (22 عاما) منفذ اعتداء مترو الدغايت وحسيب حسين (18 عاما) منفذ الاعتداء على الحافلة. اما الرابع فهو بريطاني من أصل جامييكي ويدعى جيرماين ليندساي (19 عاما) وهو منفذ الاعتداء في المنطقة بين كسنغز كروس وروسال سكوير. وتؤكد الشرطة البريطانية ان تفجيرات 21 تموز - يوليو كان يمكن ان تؤدي إلى سقوط قتلى على حين يؤكد اسحق حمدي ان الاعتداءات هدفت فقط إلى التنديد «بالمجازر اليومية في العراق» دون السعي إلى ايقاع ضحايا. وثارت شكوك حول رغبة منفذي اعتداءات 7 تموز - يوليو في الانتحار خاصة بسبب معلومات اشارت إلى ان القنابل جرى تشغيلها باستخدام نظم توقيت هواتف محمولة وليس من خلال التشغيل اليدوي. اما عن التفاصيل بشأن الشبكة فان المحققين لم يتمكنوا، بالرغم من كثرة اوجه الشبه بين سلسلتي الاعتداءات، من ايجاد رابط اكيد بين الموجتين الارهابيتين. ولم يتم التأكد من وجود اي رابط جدي بين اعتداءات 21 تموز - يوليو وارهابيين اجانب وذلك بالرغم من ان مجموعات تنتسب إلى تنظيم القاعدة تبنت في بيانات على الانترنيت الاعتداءين. اما منفذو اعتداءات 7 تموز - يوليو فانه وباستثناء زيارتهم باكستان سنة 2004، لم يكشف عن اي بعد دولي لتحركاتهم. واعتقل ما مجموعه 39 شخصا يشتبه بعلاقتهم باعتداءات 21 تموز - يوليو وتم توجيه التهمة ل 14 منهم.