تابعت الشرطة البريطانية، ومن يساعدها من اجهزة استخبارات محلية واوروبية واميركية، جمع الخيوط والادلة الاولية والاساسية عن مسار التفجيرات الارهابية التي استهدفت ثلاثة قطارات انفاق وحافلة في لندن الخميس الماضي. وتعتقد الشرطة، من دون ان تؤكد، ان واحداً على الاقل من اعضاء خلية الارهابيين"قُتل في سلسلة التفجيرات الاربعة التي ضربت لندن الخميس الماضي"في وقت تشير معلومات لندنية الى ان اعضاء"الخلية المنفذة"الثلاثة الآخرين اختفوا في العاصمة او غادروها بعد الحادث وبعدما استخدموا قنابل موقوتة. ويلاحظ خبراء الشرطة ان الفارق الزمني بين انفجارات القطارات الثلاثة لم يتجاوز"الثواني المعدودة"مع استحالة ان يكون التنفيذ جرى بواسطة ارهابي واحد. كما ان التفجير الرابع وقع بعد 57 دقيقة من الاول. وتبين ان الانفجار الاول في القطار، الذي غادر محطة ادجوير رود، وقع عند الثامنة وخمسين دقيقة. ووقع الثاني في القطار بين محطتي ليفربول والدغيت عند الثامنة و51 دقيقة ووقع الثالث عند الثامنة و56 دقيقة بين كينغز كروس وراسل سكوير بينما انفجر الباص في تافيستوك سكوير عند التاسعة و47 دقيقة. ونسبت صحيفة"ذي تايمز"الى مصدر رفيع، لم تعطه صفة امنية او سياسية، قوله"انهم الارهابيون لا يزالون فارين وقد يضربون مرة ثانية". وتخشى الشرطة ان يتكرر في لندن ما جرى في اسطنبول عندما هاجم"ارهابيون"كنيسين لليهود في تشرين الثاني نوفمبر 2003 ليعاودوا بعد خمسة ايام تفجير مصرف"اتش اس بي سي"والقنصلية البريطانية في المدينة. ولا تملك الشرطة، التي نفت امس ان تكون اعتقلت احداً على صلة بالهجمات وان كانت استمعت الى عدد كبير ممن قد تكون لديه معلومات تفيد التحقيق، اي قرائن او ادلة عما اذا كان"الارهابيون يحملون جنسية بريطانية ام غرباء"وعن عددهم وما اذا كانوا اربعة او اكثر! ويقول فرانك غاردنر محرر الشؤون الامنية في"هيئة الاذاعة البريطانية"ان"اكبر لغز امام الشرطة يتمثل في معرفة هوية الفاعلين". ويشير الى ان الشرطة تتعامل مع نظرية تفيد بأن"احد خبراء المتفجرات قد يكون حضر الى لندن وأعد العبوات الاربع وسلمها للمنفذين". وما يقلق الامن البريطاني ان يكون"الجناة ولدوا في بريطانيا وعاشوا فيها ولديهم الخبرة والقدرة على استخدام متفجرات من نوعية عالية... وليست لهم ملفات امنية او سوابق ولم يشملهم المسح الامني الذي تناول عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين". ويشدد مصدر امني بريطاني على ان"من عادة ارهابيين هاجموا اهدافاً في مدن اوروبية الضرب مرتين على التوالي". وكان خبراء الشرطة والاستخبارات وبعض الخبراء الامنيين المدنيين واصلوا، من دون انقطاع ومنذ وقوع الانفجارات، مراجعة وتحليل ساعات طويلة من اشرطة الفيديو التي التقطتها كاميرات مثبتة على مداخل قطارات الانفاق لعلهم يلاحظون تكرار صور يمكن ان تكون للارهابيين او لخلية مهدت لاعتداءاتهم. ومع تأكيد الشرطة البريطانية ان"المتفجرات المستخدمة في الاعتداءات الاربعة ليست يدوية الصنع"بدأت التساؤلات تدور عما اذا كانت"عسكرية او صناعية او بلاستيكية"وما اذا كانت من انتاج بريطاني او اوروبي او حتى من صنع دول المعسكر الشرقي السابق. وكانت صحيفة"نيويورك تايمز"نسبت الى محققين، لم تكشف هويتهم، القول ان"اعضاء الخلية، التي نفذت الاعتداءات، بريطانيون واقل خبرة من خلايا مماثلة يمكن ان تكون وصلت من الخارج". وحتى الآن رفضت الشرطة البريطانية اعطاء اي اشارات الى هوية المنفذين. من جهة اخرى تستعد اجهزة الامن المختلفة في بريطانيا لأكبر عملية امنية ستُطبق في لندن اعتباراً من مساء الاحد وقد تستمر الاثنين وحتى"اشعار آخر"، قبل كشف"الخلية الارهابية"وتوقيف اعضائها، بهدف اعادة الحياة الى دورتها الطبيعية خصوصاً في حي المال. ومن الاجراءات المتخذة تشديد الحراسة والرقابة على مداخل قطارات الانفاق ومخرجها والتدقيق في حقائب بعض الركاب والطلب اليهم حملها في مختلف الاوقات. وطلبت الشرطة من مراكز التسوق الكبرى زيادة مراقبة المتسوقين الداخلين اليها عبر الشاشات التلفزيونية المغلقة ومتابعة تحركات من يحمل معه حقائب او يتصرف بأسلوب غير طبيعي وابلاغ اجهزة الامن عنه.