اعرب خبراء بريطانيون في شؤون الارهاب عن خشيتهم بان يقوم منفذو اعتداءات الخميس في لندن بهجمات جديدة في بريطانيا، على نسق الاعتداءات الاربعة التي هزت اسطنبول على مدى خمسة ايام في تشرين الثاني/نوفمبر 2003. وقال البروفسور اندرو سيلك من جامعة ايست لندن لوكالة فرانس برس ان «خطر (حصول هجمات جديدة) مرتفع حقا»، مشبها اعتداءات لندن الخميس باعتداءات مدريد في 11 آذار/مارس 2004. وقال «اذا لم يقبضوا عليهم، من المرجح ان يضربوا مجددا». وأضاف الخبير في شؤون الارهاب الذي عمل لدى الاممالمتحدة، ان الارهابيين الذين ضربوا الخميس في لندن سينتظرون على الارجح ان يعاد العمل بالنقل العام. وتابع «الارهابيون سينتظرون استئناف العمل في النقل العام بشكل كامل قبل ان يضعوا متفجرات جديدة. واذا كان في امكانهم الانتظار، فسيكون تمرير اسبوع او اثنين امرا منطقيا». الا انه رأى ان في امكانهم ان يغيروا هدفهم. «يمكنهم ان يتوجهوا نحو حدث رياضي او نحو محطات لسكك الحديد بدلا من المترو». واضاف اندرو سيلك «بالنسبة الى مدريد، الارهابيون كانوا ينتظرون بنية القيام بهجمات اخرى، الا انهم لم يتمكنوا من ذلك لان الشرطة تمكنت من التعرف عليهم ومن توقيفهم بسرعة». وتابع «في الواقع، من حظ الشرطة الاسبانية ان احدى القنابل لم تنفجر، الامر الذي مكنها من الحصول على ادلة» في التحقيق. وفي اطار الملاحقات التي تجريها الشرطة البريطانية في قضية تفجيرات الخميس، تم امس اجلاء خمسمئة شخص في حي في مدينة ليدز (شمال انكلترا) حيث قامت الشرطة بعملية تفجير موجهة في اطار عملية مداهمة واسعة، على ما افادت شرطة غرب يوركشير. وكانت الشرطة فجرت ايضا في المكان نفسه جسما مشبوها بواسطة رجل آلي حسبما افاد المصدر نفسه. كما اخلت الشرطة امس محطة للقطارات وموقف سيارات في لوتن، شمال لندن، لفحص سيارة يشتبه بصلتها بتفجيرات لندن الخميس. وذكرت شبكة التلفزيون الاخبارية سكاي نيوز عن مصادر من الشرطة امس الثلاثاء ان احد الاشخاص الذين لقوا مصرعهم في تفجير القنبلة على متن حافلة في تافيستوك سكوير من منفذي الاعتداءات. وقال بول روجرز من قسم الدراسات حول السلام في جامعة برادفورد قرب ليدز ان الهجمات الاربع التي ضربت اسطنبول في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 تدل على ان المجموعات الارهابية يمكن ان تشن هجمات متقاربة. واشار الى ان الارهابيين في اسطنبول اثبتوا باستهداف كنيسين بالمتفجرات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر ثم القنصلية البريطانية ومصرف «ايه اتش بي سي» البريطاني في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، قدرتهم على تنفيذ هجمات في المدينة نفسها «مرتين خلال اسبوع». وقال «في مدريد، كانت السلطات اكيدة من ان اعتداءات (11 آذار/مارس 2004) كانت بداية لحملة اوسع». واضاف «لا اريد ان ابشر بالسوء، الا ان خطر حصول اعتداءات جديدة في لندن مرتفع الى حد كبير». وأضاف «المسألة الكبرى تكمن في معرفة ما اذا كانت لديهم مخابىء كافية من اجل مواصلة اعتداءاتهم». وقال المسؤول الثاني في الشرطة البريطانية اندي تروتر من جهته «من الممكن جدا (...) ان يضرب الارهابيون مجددا»، رافضا وضع نظام متشدد لتفتيش ركاب المترو. وأضاف «اذا وضعنا مثل هذا النظام، ستصبح لندن مشلولة».